كتبت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها أن الحكومة البريطانية الجديدة ليست في عجلة من أمرها لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وتسعى بدلا من ذلك إلى إنشاء آلية جديدة لفرض قيود على الجماعات الإرهابية التي ترعاها الدول، مثل الحرس الثوري.
وفي مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين 8 يوليو (تموز)، أشارت فيه إلى تاريخ معارضة حزب العمال لأنشطة الحرس الثوري، وكتبت أن مستشاري وزارة الخارجية البريطانية حذروا من أن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية قد تكون له "تبعات غير قابلة للتنبؤ" و"مدمرة للغاية" على العلاقة بين طهران ولندن.
وقال ديفيد ليمي، وزير الخارجية البريطاني الجديد، للصحيفة البريطانية: "نحن ندرك أن هناك تحديات حقيقية من النشاط الإرهابي الذي ترعاه دولة، وأريد أن أهتم بهذه القضايا عن كثب".
وأضافت الصحيفة أن مساعديه يقولون إنه بدلاً من التسرع في تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، يدرس ليمي تعديلاً محتملاً للقوانين الحالية للسماح للحكومة بفرض قيود هادفة، من نوع العقوبات على المنظمات المرتبطة بالحكومات والأنظمة مثل الحرس الثوري.
وأضاف مساعدون لوزير الخارجية البريطاني الجديد أن إقرار مثل هذا التعديل قد يستغرق وقتا.
وقبل الانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي في المملكة المتحدة، قدم حزب العمال في بريطانيا الحرس الثوري الإيراني كـ"مؤسسة دولة معادية" في بيانه الانتخابي.
ومع تشكيل الحكومة من قبل هذا الحزب بعد الفوز في الانتخابات، فإن السؤال هو: ما هو الإجراء العملي الذي ستتخذه الحكومة الجديدة ضد الحرس الثوري الإيراني أو الجمهورية الإسلامية؟
وكتبت صحيفة "الغارديان" أن مستشاري وزارة الخارجية البريطانية حذروا من أن قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني بأنه إرهابي يمكن أن يكون له آثار مدمرة على العلاقات بين طهران ولندن.
وفي الأشهر الماضية، حذرت طهران الدول الأوروبية مرات عديدة من أن وصف الحرس الثوري الإيراني بالإرهاب ستكون له عواقب وخيمة.
ويعد الحرس الثوري الذراع العسكري والاقتصادي للنظام الإيراني، وقد تجنبت الحكومات البريطانية المحافظة السابقة اتخاذ مثل هذا القرار.
وكتبت صحيفة "الغارديان" أن ليمي التقى بوزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في لندن يوم الاثنين، وكانت أول وزيرة خارجية تلتقي بوزير الخارجية البريطاني بعد تعيينه.
وفي 21 يونيو (حزيران)، أدرجت الحكومة الكندية رسميًا الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وفي السنوات الأخيرة وخاصة بعد الانتفاضة الشعبية عام 2022 في إيران، زادت مطالب الناشطين المدنيين والمعارضين لإيران من الدول الغربية لتصنيف الحرس الثوري في قوائم الإرهاب، مشيرين إلى دور الحرس الثوري في قمع المتظاهرين داخل البلاد، فضلا عن تورط هذه المؤسسة في التخطيط للعمليات الإرهابية في العديد من الدول.
كما قبلت الدائرة القانونية في دائرة الشؤون الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي مؤخرًا طلب ألمانيا تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وبدأت العملية الرسمية لإدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات والمنظمات الإرهابية في الاتحاد.
وسبق أن صنفت وزارة الخارجية الأميركية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية خلال رئاسة دونالد ترامب.