يبدو أن "شهر العسل" بين صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، والرئيس المنتخب، مسعود بزشكيان، مستمرة حتى إشعار آخر، مادام بزشكيان يواصل تقديم قرابين الطاعة والولاء للمرشد، وهي مهمة يبدو أن الرئيس الجديد أتقنها.
وهذا ما جعله يفوز بالثناء العطِر من قِبل صحيفة خامنئي المعروفة بتهجمها على الإصلاحيين وكل مَن يشك في ولائه للمرشد.
وكتبت الصحيفة، اليوم، حول بزشكيان، ووصفته بأنه رجل "متواضع وطالب للعدالة، وتابع للإمام علي والمرشد خامنئي، وملتزم بالتعاليم الدينية، ولديه سجل في الحرب، وصادق في الكلام، ومروّج لنهج البلاغة، وغير منتمٍ لحزب أو جناح سياسي وغير متكلف"، وأعربت عن أملها في أن يستمر بزشكيان بهذا الشكل وهذه الطريقة مستقبلاً.
وقدمت صحيفة "همشهري" تحليلاً لمقال "بزشكيان" الأخير، الذي نُشر في صحيفة "طهران تايمز"، الذي ركزت محاوره على السياسة الخارجية لإيران في المرحلة المقبلة وأطرها الرئيسة؛ حيث رأت أن ما يُستشف من مقالة بزشكيان أنه لا مفاوضات قريبة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
وكتبت الصحيفة: "يبدو من مقال بزشكيان أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن، وسوف يستمر الطرفان بإبراز العضلات لبعضهما البعض وسياسة التهديد والوعيد".
كما ذكرت الصحيفة أن مقالة بزشكيان كشفت عن الطريق الذي سيسلكه الرئيس الجديد، وقالت إن هذه المقالة هي "مقالة لبداية في طريق وعر"، مشيرة إلى التحديات والظروف الصعبة، التي تواجهها إيران على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وفي سياق متصل بالانتخابات، انتقد الكاتب كيومرث أشتريان، في مقاله بصحيفة "شرق"، محاولة بعض السياسيين والمسؤولين في إيران تقديس أمر الانتخابات.. مؤكدًا أن الانتخابات ليست عملاً مقدسًا، وإنما عمل مدني له أنصار ومعارضون، فبينما يعتبرها البعض أمرًا مقدسًا وتجب المشاركة فيها، يراها آخرون خيانة و"غدرًا بالدماء التي أًريقت" في السنوات الماضية.
وذكر الكاتب أن بعض السياسيين حاولوا خلط الانتخابات بالجانب الديني والتقديسي، من أجل زيادة المشاركة وتحقيق مكاسب سياسية.
وعلى صعيد اقتصادي، أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى تقرير البنك الدولي حول الوضع الاقتصادي في إيران، وذكرت أن الأرقام والإحصاءات تظهر أنه لا فائدة من انضمام إيران إلى مجموعات دولية، مثل "بريكس" و"شانغهاي"، ما لم تكن إيران عضوًا في مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، وتستطيع التعاون مع دول العالم، وفق هذا النظام العالمي للمصارف والتبادل المالي.
ونقلت صحيفة "ستاره صبح" كلام السياسي الإيراني ونائب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام السابق، غلام علي رجائي، الذي أكد ضرورة أن يستخدم الرئيس الجديد صلاحياته، التي كفلها الدستور لتحسين الوضع الاقتصادي في إيران.
ولفت رجائي إلى أهمية علاقة إيران مع الغرب على استقرار الوضع الاقتصادي، قائلاً: "إن حل هذه المسألة يحتاج إلى مفاوضات مضنية في الداخل الإيراني بين الأطراف المتخاصمة في الرؤى والتوجهات السياسية والفكرية".
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": تضخيم دور روسيا والصين في علاقات إيران الخارجية
انتقد الكاتب والناشط السياسي، مسيح مهاجري، في مقال بصحيفة "جمهوري إسلامي"، ما كتبه الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، في مقاله، الذي نُشر أمس السبت، في صحيفة "طهران تايمز"، وشرح فيه أبعاد سياسته الخارجية وعلاقة طهران باللاعبين الدوليين والإقليميين.
وركز الكاتب مهاجري، في نقده، على محاولة بزشكيان إبراز دور الصين وروسيا، وقال إن مقالة بزشكيان ضخّمت دور هذين البلدين في علاقات طهران الخارجية.
وأوضح الكاتب أن أهم جانب نقد يمكن أن يُوجه إلى بزشكيان هو تمجيده للاتفاقية بين إيران والصين والممتدة لـ 25 عامًا، وكذلك الاتفاق مع روسيا لعشرين عامًا، مشددًا على ضرورة أن يدرك رئيس الجمهورية حجم الانتقادات التي وُجِهت لحكومة رئيسي بسبب تضخيمها العلاقة مع روسيا والصين.
"دنياي اقتصادي": إبعاد مسؤولي حكومة "رئيسي" في الحكومة الجديدة
قال عضو لجنة الاقتصاد في البرلمان الإيراني، فريدون موسوي، في تصريحات لصحيفة "دنياي اقتصادي"، إن أعضاء حكومة "رئيسي" هم المتسببون في الوضع الراهن، ومِن ثمّ فإنه يجب على الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، الابتعاد عن هؤلاء المسؤولين وعدم تعيينهم من جديد في حكومته.
وكتبت الصحيفة، نقلاً عن موسوي، أن تشكيلة بزشكيان الوزارية ستكون أول مواجهة بينه وبين وعوده الرئاسية، كما أنها ستكشف عن مدى إدراك بزشكيان للواقع في إيران، ومعرفته بالمشاكل والأزمات التي تعيشها البلاد.
وأضافت الصحيفة: "الاستعانة بالمسؤولين والأفراد، الذين كانوا يشغلون مناصب في الحكومات السابقة المعروفة بمواقفها السلبية تجاه العلاقات الدولية يعد خطأً كبيرًا، يجب أن يتلقى الشعب الإيراني هذه الرسالة بأن المسؤولين الحاليين لن يكونوا ضمن قائمة المسؤولين في حكومة بزشكيان الجديدة؛ لأن خطاب الحكومتين ومسارهما العام مختلف جذريًا.
"اعتماد": على بزشكيان الاستعانة بالأصوليين من أجل التوصل لوفاق وطني
في المقابل دعا الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي المعروف، عباس عبدي، في مقال بصحيفة "اعتماد"، بزشكيان إلى التوصل لـ "وفاق وطني" من خلال تعيين مسؤولين من التيار الأصولي في حكومته.
وأكد عبدي، في مقاله، أنه على بزشكيان تجاهل الأقلية المتطرفة داخل التيار الأصولي وينظم حكومته بحيث يدمج فيها الأصوليين الآخرين، ويُظهر نوعًا من الوفاق الوطني في هذه المرحلة.
وذكر الكاتب عبدي أن أكثرية الشعب الإيراني لا تقبل نهج وخطاب التيار المتطرف داخل التيار الأصولي، ولا تقبل كذلك التهجمات والأوصاف المسيئة، التي يطلقها أنصار هذا التيار على الناخبين الإيرانيين، الذين اختاروا بزشكيان، كوصفهم بـ "الأغبياء" و"أشباه الأطفال"، مؤكدًا أن هذا الخطاب لن يقنع الإيرانيين ولن يحقق مبتغاه.