أعلن عضو مجلس إدارة النظام الطبي في طهران، محمد رضا أسدي، انتحار مساعدة طبيب في مستشفى بمدينة يزد بوسط إيران.
وذكر في منشور على حسابه بمنصة X)) للتواصل الاجتماعي، أن "نور فروغي نسب، مساعدة طبيب في قسم الأطفال بمستشفى صدوقي في مدينة يزد، وهي أم لطفل صغير، قد أنهت حياتها".
وأشار إلى "استمرار انتحار الأطباء"، قائلاً: "إن فروغي نسب لديها تاريخ من محاولات الانتحار، وأن المسؤولين المعنيين كانوا على علم بحالتها".
يذكر أن مساعد الطبيب هو طالب أو خريج طب يخضع لدورة علمية وتكميلية في المستشفى إلى جانب أطباء آخرين.
وترددت أنباء، في العام الماضي، عن انتحار مساعدة طبيب أخرى في قسم الأطفال، تُدعى مهتاب جمشيدي، وكانت طالبة في السنة الأخيرة بجامعة كرمان للعلوم الطبية، وأنهت حياتها في الشهر التاسع من الحمل.
وازدادت حالات الانتحار في المجتمع الطبي، خاصة بين المساعدين الطبيين، بشكل مثير للقلق منذ عدة سنوات.
وكان المتحدث باسم منظمة النظام الطبي الإيراني، رضا لاري بور، قد تحدث لوكالة أنباء "إيلنا"، في مايو (أيار) الماضي عن أسباب زيادة حالات الانتحار في المجتمع الطبي، وخاصة مساعدي الأطباء، قائلاً: "إن حجم العمل الممنوح للمساعدين الطبيين مرتفع للغاية، ومن ناحية أخرى، فإن ما يتقاضاه هؤلاء الأشخاص مقابل ما يقومون به، قليل جداً".
وبحسب قول لاري بور، فإن المواطن الذي لديه هذا الدخل لا يستطيع استئجار منزل بمفرده في طهران، ولا يمكنه تحمل تكاليف المعيشة، بما في ذلك ضرورياته اليومية.
وأشار إلى قلق هؤلاء الأشخاص على مستقبلهم المهني، وأكد أن كل هذه الظروف ناجمة عن "التوتر والقلق الذي يؤدي إلى الاكتئاب، وبعد المرور بهذه المراحل والشعور بالعجز، يقدمون على الانتحار".
وأعلن رئيس الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران، وحيد شريعت، في فبراير الماضي، انتحار 16 مساعداً طبياً في العام السابق.
وبحسب قول وحيد شريعت، فإن لدى وزارة الصحة إحصائيات أكثر دقة لحالات الانتحار، خاصة بين مساعدي الأطباء في إيران، لكنها تعتبر هذه الإحصائيات سرية ولا تعلن عنها.
وانتقد هذا النهج الذي تتبعه وزارة الصحة، وقال لوكالة أنباء "إيرنا": "المشكلة المهمة في البلاد هي أنه كلما حدثت مشكلة فإنهم، قبل القيام بأي شيء، يحافظون على سرية الإحصائيات أو ينكرونها بسرعة".
ووفقا لقول رئيس الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران، تظهر الملاحظات الميدانية أن معدل الانتحار ارتفع بشكل عام بين جميع سكان البلاد، وبين المساعدين الطبيين هذه الزيادة أعلى بكثير من عامة السكان.
وأكد أن هذه المسألة تثبتها إحصائيات انتحار المساعدين الطبيين التي نشرت في وسائل الإعلام والدراسات التي أجريت بين المساعدين الطبيين أنفسهم بشأن الأفكار الانتحارية.
وتظهر نتائج أبحاث جمعية الطب النفسي الإيرانية أن عدد حالات الانتحار في المجتمع الطبي الإيراني ارتفع بين 3.1 و5 مرات خلال السنوات الماضية.
إضافة إلى ذلك، فإن القلق من موجة الهجرة الجديدة بين الطواقم الطبية، والتي بدأت منذ سنوات، استمر في السنوات القليلة الماضية، لكن نطاقها وصل إلى القابلات والممرضات.
وفي الوقت نفسه، ترددت أنباء عن تزايد ظاهرة الانتحار بين الممرضات في إيران، وهو ما يُعزى إلى "الضغوط المتزايدة" في العمل، لكن العدد الدقيق لحالات الانتحار هذه غير معروف رسميًا، لكن العدد المتزايد مثير للقلق.
وأعلنت منظمة النظام الطبي، منذ وقت ليس ببعيد، شغور صفة "مساعد طبيب" في بعض المجالات المتخصصة، بما في ذلك طب الأطفال والتخدير وطب الطوارئ، وأعربت عن قلقها بشأن مستقبل المجتمع الطبي في إيران.