نقلت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" عن عدد من المهاجرين الأفغان في طهران "بـتعرضهم لسوء المعاملة على يد السكان المحليين شرقي العاصمة الإيرانية"، وذلك في أعقاب أنباء مقتل مواطن إيراني في اشتباك مع 3 مهاجرين أفغان.
وفي الأسبوع الماضي، أفادت أنباء بمقتل مواطن إيراني في اشتباك مع 3 مهاجرين أفغان كانوا قد زاروا في السابق شقة شقيقه بشأن رسوم تنظيف وصيانة المبنى.
وأشار العديد من المهاجرين الأفغان من شرق طهران لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إلى أنه في الأيام الأخيرة، هاجم السكان المحليون المهاجرين الأفغان في الحدائق والشوارع ومحطات المترو في المنطقة.
وقال مهاجر أفغاني من شرق طهران إنه وأسرته شعروا بأنهم تحت الحصار، ولم يجرؤوا على مغادرة منزلهم للعمل أو التسوق.
وأرسل أحد متابعي "أفغانستان إنترناشيونال" من المنطقة 15 في طهران (مسرح الاشتباك) نسخة من إعلان يحذر المهاجرين الأفغان ويطالبهم بمغادرة الحي على الفور.
ويحذر الإعلان، والذي لا تُعرف الجهة التي تقف وراءه، المهاجرين الأفغان من أنهم إذا لم يغادروا المنطقة 15، فسيتم "ترحيلهم قسراً من إيران".
كما تلقت "أفغانستان إنترناشيونال" أيضًا مقاطع فيديو لاشتباكات في الشوارع لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
وكتبت وكالة "تسنيم" الأسبوع الماضي أنه عقب وفاة مواطن إيراني في غرفة الطوارئ بالمستشفى، ألقت شرطة العاصمة القبض على 3 أشقاء أفغان للاشتباه بتورطهم في الإصابة التي أدت إلى قتل المواطن الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء عن امرأة زار شقتها 3 عمال مهاجرين: "زوجي غادر طهران في مهمة عمل، وكنت وحدي في المنزل. هؤلاء الإخوة الثلاثة، وهم جيراننا، جاءوا لتسلم رسوم المبنى، وفي البداية حصل بيننا مشاجرة كلامية بسبب مشكلات البناء".
وقالت المرأة، التي اتهمت العمال المهاجرين الثلاثة بسبها، إنها بعد مغادرة العمال الثلاثة، اتصلت بزوجها وبعد ساعة، ذهب أخو زوجها إلى الأشخاص الثلاثة وتشاجر معهم.
وكتبت وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك وكالة "تسنيم" للأنباء، أن هذا الرجل البالغ من العمر 28 عامًا أصيب في صدره أثناء مشاجرة مع هؤلاء العمال الأفغان الثلاثة وتوفي في المستشفى، لكن لم يتم نشر تفاصيل من بدأ أعمال العنف وكيف أدت إلى إصابته.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك موجة من الانتقادات لوجود المهاجرين الأفغان في مدن مختلفة في إيران في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وقبل يومين، وفي أعقاب مقتل رجل إيراني على يد عامل أفغاني في مطعمه إثر خلاف، هاجم أهالي مدينة خور في محافظة فارس منازل المهاجرين، وأضرموا النار في عدة منازل.
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن شرطة طهران، باعتقال 10 مواطنين أفغان بتهمة "استخدام السكاكين في الشوارع".
وتأتي هذه الاعتقالات وسط مطالبات بطرد المهاجرين الأفغان من إيران.
في وقت سابق وأثناء الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، كان أحد المحاور الأساسية للشعارات الانتخابية لمحمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني وأحد المرشحين المعتمدين من مجلس صيانة الدستور، هو منع دخول اللاجئين الأفغان إلى إيران، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وأشارت صحيفة "هم ميهن"، الخميس 13 يونيو (حزيران)، إلى هذا التوجه بأنه مناهض للمهاجرين "على غرار الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا".
في 9 أبريل (نيسان) من هذا العام، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة إبراهيم رئيسي بوضوح أنه لا يمكن للمواطنين الأفغان البقاء في إيران، وأنه سيتم ترحيل اللاجئين الأفغان الذين ليس لديهم تصريح إقامة من البلاد.
وفي 14 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، طالب أكثر من 540 فنانًا ومحاميًا وطبيبًا وصحافيًا وناشطًا مدنيًا واجتماعيًا بوقف اضطهاد المهاجرين الأفغان في إيران.
ووصفوا تشكيل وتوجيه التيارات التي تدق طبول العنف والكراهية والتمييز لحل قضية المهاجرين واللاجئين، بأنه "تراجع كارثي للمجتمع الإيراني".