أكد موقع "مهر فردا" الإخباري، المعني بالأخبار الرسمية المتعلقة بالرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، العديد من تفاصيل التقرير الخاص، الذي نشرته "إيران إنترناشيونال" حول عملية الاغتيال الفاشلة ضد نجاد، في 15 يوليو (تموز) الجاري، وطالب السلطات بالتحقيق في هذه القضية.
وأشار تقرير موقع "مهر فردا"، المنشور على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي (X)، إلى سفر أحمدي نجاد للمشاركة في مراسم عاشوراء في زنجان، شمال غرب إيران، وذكر أنه على عكس الخطة المرسومة لسفره بسيارة لاند كروزر، التي تم إصلاحها حديثًا، طلب فريق الحماية من أحمدي نجاد ركوب سيارة أخرى، وقام بعض أعضاء الطاقم مع فريق الحماية بركوب سيارة لاند كروزر المشار إليها.
وأضاف الموقع الإخباري التابع لمكتب أحمدي نجاد، في تقريره، أن الفريق الأمني أدرك في منتصف الطريق أن عجلة القيادة ومكابح السيارة "لاند كروزر" المستهدفة خرجت عن السيطرة وتوقفت على جانب الطريق السريع، بعد اصطدامها بسيارات أخرى.
وكشف موقع "مهر فردا" أن أبعاد هذه القضية قيد التحقيق، وتساءل، في منشور على تطبيق "تلغرام": "مَنْ المسؤول عن محاولة الاغتيال هذه؟".
الجدير بالذكر أن هذا المنشور على "تلغرام" تم حذفه، صباح يوم الجمعة، بتوقيت إيران، دون أي تفسير.
وكانت "إيران إنترناشيونال"، قد ذكرت في تقرير خاص، أن أحمدي نجاد ورفاقه كانوا متوجهين إلى زنجان، شمال غرب إيران، للمشاركة في مراسم العزاء بيوم تاسوعاء (التاسع من المحرم)، مساء الاثنين، 15 يوليو الجاري، وقبل المغادرة، قام رئيس الفريق الأمني بفحص سيارة لاند كروزر، التي تم إصلاحها حديثًا، وكان من المفترض أن يستقلها أحمدي نجاد، واشتكى من أن مكيف الهواء في السيارة لم يتم إصلاحه بشكل صحيح، وطلب من نجاد ركوب سيارة لاند كروزر أخرى.
ووفقًا للمعلومات، التي نشرتها "إيران إنترناشيونال"، فإنه على طول طريق كرج- قزوين السريع، وبعد أن قطعوا ربع الطريق، خرج جهاز التحكم في التوجيه والمكابح في السيارة (لاند كروزر)، التي كان من المفترض أن يستقلها أحمدي نجاد، عن سيطرة السائق بشكل مفاجئ.
وانعطفت هذه السيارة ثلاث مرات إلى المسار الذي كانت تسير فيه سيارات أخرى عابرة بسرعة عالية، وبعد أن انحرفت مرتين إلى اليمين واليسار اصطدمت بالجدار الخرساني في منتصف الطريق السريع، ثم اصطدمت بسيارة أخرى من السيارات التي كانت ضمن فريق أحمدي نجاد الأمني، ثم بعد ذلك اصطدمت بسيارة من نوع بيجو قبل أن تتوقف على الجانب الأيمن من الطريق السريع.
وسبق أن ذكرت مصادر "إيران إنترناشيونال"، أنه في 20 يوليو الجاري؛ أي بعد خمسة أيام من محاولة الاغتيال الفاشلة، أرسل مكتب أحمدي نجاد خطابًا لإبلاغ "السلطات المسؤولة" بوقوع الحادث، واشتكى من محاولات عديدة لاغتيال الرئيس الإيراني الأسبق.
وكان علي أكبر جوانفكر، المستشار الإعلامي لـ "نجاد"، قد أعلن في 29 مايو (أيار) الماضي، أن قناتي "مهر فردا" و"دولت بهار" الإعلاميتين هما قناتان إخباريتان رسميتان وموثوقتان بشأن أخبار أحمدي نجاد.
وأفادت قناة على تطبيق "تلغرام" تابعة لأحمدي نجاد، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بأن مكتبه بعث برسالة إلى القادة وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين المسؤولين "يحذرهم فيها من بعض التحركات والتصرفات المقلقة للغاية ضده، وطالبهم باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، والتعامل مع الأطراف المتورطة في هذه الأحداث".
وبعد أيام من تلك الحادثة، أكد علي رضا بيغي، النائب البرلماني السابق وأحد الشخصيات المقربة من أحمدي نجاد، خبر قناة "بهار" التلغرامية، وقال لموقع "مرصد إيران": "منذ شهر أو شهرين، ازدادت محاولات اغتيال أحمدي نجاد، وتم تسليم وثائق هذه المحاولات إلى المؤسسات الأمنية".
كما أفادت وسائل إعلام محلية، في وقت سابق، وتحديدًا عام 2018، بأن أحمدي نجاد قال: "قضية اغتيالي خطيرة، فهم يقتلون الشخص وينظمون أيضًا مراسم عزاء له، ثم يتهمون الآخرين، لقد قمت بتسجيل هذه الملفات، التي أعرفها، ووضعتها في بعض الأماكن الآمنة".
ويعتبر بعض المراقبين أن ما نشره محمود أحمدي نجاد يوم 14 يوليو (تموز) الجاري على منصة "إكس"، والذي أدان فيه محاولة قتله، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، واعتبر ذلك أحد أسباب قلقه من خطط النظام المحتملة لتصفيته.
وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن الشكوك، التي تحيط بسقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، والاشتباه في أن تدبير هذا الحادث قد يكون بسبب الصراع على السلطة داخل النظام، يمكن أن يكون أحد الأسباب، التي دفعت محمود أحمدي نجاد إلى تأكيد هذه الأنباء.