أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلاً عن شركات تتبع الناقلات ومصادر تجارية، بأن النفط الخام الإيراني يتدفق إلى ميناء ومصفاة مدينة داليان في شمال شرق الصين، منذ أواخر العام الماضي، مما ساعد في إبقاء مشتريات بكين من النفط الخام الإيراني عند مستويات شبه قياسية.
ونقلت الوكالة عن شركة "فيرتكسا"، وهي شركة تحليل واستشارات لسوق النفط، أنه تم تفريغ 23 شحنة أو ما مجموعه 45 مليون برميل من النفط الإيراني في مصفاة مدينة داليان الصينية، بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويونيو (حزيران) 2024.
وبحسب هذه الشركة، فإن هذه الكمية من النفط تشمل 28 مليون برميل، تم تفريغها في جزيرة تشانغ شينغ، على بعد نحو 85 كيلو مترًا شمال غرب داليان.
وأعلنت الشركة أن أبحاثها أظهرت أن صادرات النفط الإيرانية إلى الصين وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 1.52 مليون برميل يوميًا في أكتوبر الماضي.
كما قدرت شركة كبلر الاستشارية أن الصين استوردت 34 مليون برميل من النفط إلى داليان خلال الفترة نفسها.
وتعادل هذه الأرقام ما بين 124 ألفًا و164 ألف برميل نفط يوميًا، بما يشمل نحو 13 بالمائة من إجمالي واردات الصين النفطية من إيران في النصف الأول من العام الجاري.
ونقلت "رويترز" عن محللين تقديرهم أن الصين استوردت ما بين 1.2 و1.4 مليون برميل من النفط الخام يوميًا من إيران خلال هذه الفترة.
وأبلغت وزارة الخارجية الصينية "رويترز" أيضًا بشأن واردات النفط الإيرانية إلى داليان، وأكدت أن الصين وإيران "حافظتا دائمًا على تجارة طبيعية وقانونية في إطار القانون الدولي".
وبينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك صناعة النفط الإيرانية، بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، تقول الصين إنها ضد العقوبات الأحادية الجانب.
وبموجب العقوبات، يقوم التجار في هذه المنطقة بتصدير النفط الإيراني إلى الصين بوثائق مزورة وتسليمها على أنها شحنات نفطية من ماليزيا أو عمان أو الإمارات العربية المتحدة، ولم تعلن الجمارك الصينية رسميًا عن أي واردات نفطية من إيران منذ يونيو 2022.
وذكرت "رويترز"، نقلاً عن مصادر تجارية، أنه لا توجد خطوط أنابيب تربط منشآت تخزين النفط في داليان بمصافي التكرير خارج المنطقة.
ولم تتلق داليان، التي تمثل 6 بالمائة من طاقة معالجة النفط الخام في الصين، سوى شحنات متفرقة من النفط الإيراني في السنوات الأخيرة.
وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت، في وقت سابق، أنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما كان سعر النفط يتراوح بين 75 و85 دولارًا للبرميل في العام السابق، باعت إيران كل برميل من النفط الخام إلى المصافي الصينية بخصم لا يقل عن دولار.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في إبريل (نيسان) من هذا العام، أن صادرات النفط الإيرانية وصلت إلى أعلى مستوى لها في السنوات الست الماضية، وأن الصين هي المستورد الرئيس لهذه الشحنات.
وأضافت أن إيران باعت في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 ما متوسطه 1.56 مليون برميل من النفط يوميًا، وهو أعلى مستوى لمبيعات النفط الإيراني منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران).