اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 30 يوليو (تموز)، بأول مكالمة هاتفية أجرها الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان مع مسؤول أوروبي رفيع هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقشا خلالها الاتفاق النووي وآليات العودة إليه، ورفع العقوبات عن إيران.
الاتصال كشف عن رغبة إيرانية ملحة في التخلص من وطأة العقوبات التي أنهكت الاقتصاد، وضاعفت حجم الاستياء الشعبي بين الإيرانيين من النظام وسياساته.
صحيفة "آرمان ملي" قالت إن الرئيس الفرنسي ماكرون رحب في هذا الاتصال من توجه إيران الجديد في عهد بزشكيان في التعامل والتوازن في علاقاتها مع الغرب، كما لفتت إلى تأكيد بزشكيان ضرورة رفع العقوبات عن طهران وإنهاء الحظر الاقتصادي، بعد التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
أما الصحف المقربة من النظام، مثل صحيفة "جوان"، فأبرزت أجزاء أخرى من المحادثة الهاتفية بين بزشكيان وماكرون، وادعت الصحيفة أن الرئيس الإيراني الجديد حذر نظيره الفرنسي من تبعات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على لبنان، وكتبت أن هناك تبعات كبيرة على إسرائيل إذا ما أقدمت على مهاجمة لبنان، وسوف يوجه حزب الله صواريخه نحو تل أبيب.
صحيفة "جملة" زعمت أن هناك قلقا إسرائيليا من مواجهة حزب الله، ولهذا تتردد تل أبيب في شن هجوم على مواقع حزب الله بعد حادثة مجدل شمس، التي تتهم إسرائيل الحزب بالوقوف ورائها.
على صعيد تشكيل الحكومة نقل عدد من الصحف، مثل "روزكار"، كلام وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، حول اقتراحات المجلس الاستشاري الذي يترأسه لترشيح وزراء الحكومة، حيث ذكر ظريف أن قائمة أسماء المرشحين باتت جاهزة، وسيتم الإعلان عنها بعد أداء الرئيس لليمين الدستورية أمام البرلمان.
صحيفة "سياست روز" الأصولية قالت إن المجلس الاستشاري برئاسة ظريف قام بترشح 8 أشخاص لكل وزارة، على أن يختار الرئيس مسعود بزشكيان واحدا منهم لتولي أحد الوزارات.
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، قالت إن معركة تجري بين الإصلاحيين على خلفية اختيار بزشكيان لمحمد رضا عارف نائبا له، وإن هناك استياء ملحوظا بين عدد من الشخصيات الإصلاحية لاختيار عارف، كونه "شخصية سياسية ضعيفة، وليس لديه سجل قوي من الإنجازات والأعمال في المناصب التي شغلها".
والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في صحف اليوم:
"كيهان": الإصلاحيون محبطون من اختيار محمد رضا عارف نائبا للرئيس
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن انقساما كبيرا حدث بين الإصلاحيين بعد قرار الرئيس مسعود بزشكيان تعيين محمد رضا عارف نائبا، وإن هناك مؤيدين ومعارضين لهذا القرار.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط الإصلاحي صدرا محقق، الذي انتقد تعيين عارف لهذا المنصب، وقال: "تعيين عارف نائبا للرئيس كان قرارا مخيبا للآمال من قبل بزشكيان، فعارف هو نموذج للمسؤول الفاشل، ولا يُعرف على أي أساس تم اختياره لهذا المنصب".
وأوضح الكاتب أن "اختيار عارف يبدو أنه جاء لا لشيء سوى للعلاقة الشخصية بين عارف والرئيس الأسبق محمد خاتمي، كونهما من أبناء مدينة واحدة (يزد)، لأن سجل عارف طافح بالفشل والهزيمة والصمت في الأوقات الحرجة".
فيما انتقد آخرون اختيار مسؤول بعمر 73 عاما ليشغل منصبا حساسا مثل نائب الرئيس، في الوقت الذي كان الإصلاحيون يتحدثون عن توظيف الشباب، وفتح المجال لهم في الحكومة، مؤكدين أن اختيار عارف دليل على أن بزشكيان لا يبالي بالمنتقدين، ومن صوتوا له بأمل التغيير والإصلاح.
"جوان": الإصلاحيون يسيئون الأدب مع الرئيس الجديد
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فذكرت أن بعض الصحف الإصلاحية تسيء الأدب في حديثها مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، واستشهدت بمقال لصحيفة "شرق" الإصلاحية التي طالبت الرئيس الجديد بأن لا يتكلم كثيرا، ولا يتكلم أصلا في بعض الأحيان.
وقالت "جوان" إن صحيفة "شرق" تطالب الرئيس الجديد بأن يستعين بفريق إعلامي نشط يبين له الصواب من الخطأ في الظهور الإعلامي، لكي لا يقع في هفوات وزلات تخلق له مشكلات جدلية عقيمة، مشددة على أن البعض يعتبر صراحة بزشكيان وعدم تكلفه في الحديث ميزة له. ورأت الصحيفة الإصلاحية أن هذه الميزة التي قد تكون محمودة سابقا ستكون نقطة سلبية في أداء الرئيس، لأن بزشكيان أصبح في موقع مختلف عن السابق، ويجب أن يكون أكثر دقة في ظهوره الإعلامي، وكلامه أمام الصحافة.
كما ذكرت الصحيفة أن صحيفة "شرق" في عددها السابق وصفت بعض من يحيطون ببزشكيان بأنهم "طلاب مناصب"، وشبهتم بـ"حاملي حقائب" الدبلوماسيين، أي إنهم لا يجيدون شيئا سوى تبعية الآخرين وحمل أوزارهم.
وختمت الصحيفة أن هذا الخطاب يكشف مدى استياء بعض الإصلاحيين من الرئيس الجديد، وأن كل من لم يحصل على حصته من المناصب في الحكومة الجديدة سيعمد على مثل هذا الخطاب المسيء للرئيس الجديد وأعضاء حكومته.
"آرمان أمروز": بزشكيان في طهران وهاريس في واشنطن
أعربت صحيفة "آرمان أمروز" عن أملها في فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، وقالت إن وجود هاريس في البيت الأبيض وبزشكيان في إيران سيخلق فرصة لحلحة مشكلات طهران مع واشنطن، مؤكدة أن مجيء ترامب سيعرقل الأمور أكثر، ويضع إيران في ظرف صعب للغاية.
وذكرت الصحيفة أن مجيء هاريس عزز من فرص الديمقراطيين في الفوز بالانتخابات، بعد أن كانت الكفة تميل بشكل واضح لصالح الجمهوريين ومرشحهم دونالد ترامب، إذ إن الرئيس الحالي جو بايدن قدم أداء سيئا في المناظرة السابقة، وظهر ضعفه الجسمي والعقلي بشكل ملموس للناخب الأميركي.
وعن مستقبل العلاقة بين طهران وواشنطن، قالت الصحيفة إن مجيء هاريس إلى البيت الأبيض لن يعالج كل المشكلات، لكنه بكل تأكيد سيكون أخف بكثير مقارنة مع ترامب الذي سيحاول إجبار إيران على الرضوخ لمطالبه، دون أن يكون مستعدا لتقديم شيء، وهو ما يجعل أي اتفاق مع طهران مستبعدا، إن لم يكن مستحيلا.