أثار مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، دعوات للرد والانتقام على أعلى مستويات قيادة النظام الإيراني. ويعتبر المسؤولون الإيرانيون إسرائيل مسؤولة عن هذا الهجوم. وتناولت مجلة "نيوزويك"، في تقرير لها، "ثلاثة خيارات" تمتلكها إيران في هذا الصدد.
وبينما يدرس النظام الإيراني نطاق وحجم خططه للانتقام لمقتل هنية، قال أمير حسين وزيريان، المحلل المقيم في طهران، لمجلة "نيوزويك" إن إيران لديها "ثلاثة خيارات" للرد على الهجوم.
ووفقاً لهذا التقرير، فإن الخيار الأول يتطلب ما يسميه وزيريان "العمليات المباشرة"، على غرار الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) 2024.
في هذا الوقت، تم تنفيذ عملية تُعرف باسم "الوعد الصادق" ضد إسرائيل، والتي صدرت الأوامر بها ردًا على مقتل مسؤولي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في هجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبحسب التقارير، ردت إسرائيل على هذا الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران بمهاجمة قاعدة جوية في أصفهان، جنوب منشأة "نطنز" النووية. إلا أن أياً من الطرفين لم يؤكد رسمياً دور تل أبيب في هذا الهجوم.
أما الخيار الثاني، الذي وصفه وزيريان بأنه "عملية غير مباشرة"، فهو استخدام "القوات الوكيلة، وخاصة حزب الله والحوثيين".
وقد نفذت هاتان المجموعتان، بدعم من إيران، هجمات منتظمة ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
وأثار تبادل إطلاق النار شبه اليومي بين الدولة العبرية وحزب الله مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا، كما أدت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تعطيل الشحن في هذا الممر المائي الحيوي.
الخيار الثالث الذي وصفه وزيريان هو "عملية مشتركة" تتضمن هجومًا مباشرًا على إسرائيل من قبل إيران وهجمات متزامنة من قبل جماعات المقاومة.
وقال وزيريان: "برأيي، يمكن لإيران وأعضاء محور المقاومة الآخرين مهاجمة أكبر مدينة في إسرائيل، تل أبيب، وحتى حيفا.
وأضاف: "الهجوم الرمزي على إسرائيل ومينائها مهم في هذا الصدد".
وأشار إلى أن أحد العوامل الأكثر حسما في تحديد مستوى رد إيران هو اتضاح الأساليب التي استخدمتها إسرائيل في اغتيال هنية.
وقال إنه إذا تم تنفيذ مقتل هنية عن بعد أو باستخدام جهاز مثل المروحية الرباعية (المسيرة)، فإن "إيران قد تقرر الرد بشكل غير مباشر".
من ناحية أخرى، إذا تم تنفيذ هذا الهجوم من داخل إيران، كما تشير التقارير الأولية، "فمن المحتمل أن تهاجم طهران إسرائيل بشكل مباشر".
ومع ذلك، يعتقد هذا المحلل أن أيا من الطرفين لا يسعى بشكل مباشر إلى حرب شاملة.
وتابع: "لا أعتقد أن إيران ستنضم إلى حرب شاملة ضد تل أبيب، وإسرائيل وحدها لن تنتهج حربا شاملة ضد طهران".
وأضاف: "أعتقد أن هذه اللعبة مثل لعبة الشطرنج، وكل من إيران وإسرائيل يحاولان إتقان مبدأ اللعبة من أجل الحفاظ على توازن القوى سواء في المنطقة، أو في الحرب الحالية".
وضع إيران المعقد
فيما وصف "مدير مجموعة دراسات الخليج الفارسي في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره طهران"، جواد حيران نيا "الوضع المعقد" بالنسبة لإيران، وقال: "نتنياهو يريد توسيع الحرب من أجل جر إيران إلى حرب إقليمية، ومن ثم إدخال أميركا في الصراع".
وقال حيران نيا لمجلة "نيوزويك": "من ناحية، يجب على إيران أن تقدم رداً رادعاً لإسرائيل. ومن ناحية أخرى، فإن الرد القوي يمكن أن يوسع الحرب، وهو ما سيفيد نتنياهو".
وشدد حيران نيا كذلك على أن "هذه القضية يمكن أن تلقي بظلالها على المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة؛ وهي قضية أكد عليها الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان كثيراً من أجل رفع العقوبات".