ذكر أحدث تقرير صادر عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن إيران تتحدث بجرأة أكبر من أي وقت مضى عن أسلحتها النووية، في حين يبدو أن احتمال العودة إلى الاتفاق النووي قد تضاءل، مشيرًا إلى "أن إيران تمتلك أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة".
وأضاف: "تمتلك طهران البنية التحتية والخبرة اللازمة لإنتاج يورانيوم للاستخدام العسكري بسرعة في العديد من منشآتها النووية، إذا قررت ذلك".
ووفقاً لهذا التقرير، أصبحت القدرات النووية الإيرانية، مثل دبلوماسية الرهائن، إحدى أدوات المساومة لهذا البلد على المسرح العالمي: "تستخدم السلطات الإيرانية برنامجها النووي لخلق أداة ضغط في المفاوضات والرد على الضغوط الدولية".
وتماشيا مع تقرير مفتشي الأمم المتحدة، حذر تقرير المخابرات الوطنية الأميركية من أن "إيران قد تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا، أو زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، أو تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90 بالمائة، ردًا على عقوبات إضافية أو هجمات ضد برنامجها النووي".
وأشار هذا التقرير أيضًا إلى "أن إيران تمتلك أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة"، ويواصل نظام طهران التأكيد على تحسين دقة هذه الأنظمة وفتكها وموثوقيتها، مضيفًا: "من المرجح أن تستفيد إيران من الدروس المستفادة من هجومها بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على إسرائيل في إبريل (نيسان) من هذا العام".
ويؤكد التقرير الأخير التهديد المباشر، الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني مع استمرار طهران في زيادة مخزونها من اليورانيوم، وقدرتها على التخصيب، وتطوير وإنتاج وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
ومع ذلك، فإن تقرير المخابرات الأميركية هذا يتناقض بشكل صارخ مع تقرير العام الماضي الصادر عن الوكالة نفسها، والذي ذكر أن "إيران لا تقوم حاليًا بأنشطة تطوير الأسلحة النووية الرئيسة اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار".
وصرح العضو السابق في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، في 11 مايو (أيار) الماضي، بأن "إيران حصلت على سلاح نووي"، وقال لموقع "رويداد 24": "لقد توصلنا إلى أسلحة نووية، لكننا لا نعلن، أي أن سياستنا عمليًا هي امتلاك قنبلة نووية، لكن سياستنا المعلنة هي التحرك في إطار الاتفاق النووي."
وجاءت هذه التصريحات مباشرة بعد تصريحات كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد الإيراني، علي خامنئي؛ حيث أعلن أن إيران لديها القدرة على صنع قنبلة نووية، و"إذا اضطررنا إلى ذلك، فسنغير عقيدتنا النووية".
وتصر إيران منذ سنوات على أن برنامجها النووي سلمي تمامًا، إلا أنها قامت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 بالمائة، والذي يُستخدم فقط في الأسلحة النووية.
ووفقًا لتقرير استخباراتي أميركي، صدر عام 2020، ذكرت إيران مرارًا وتكرارًا أنها لم تعد تلتزم بأي قيود بموجب الاتفاق النووي، وأنها "قامت بتوسيع برنامجها، وقلّصت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية، وقامت بأنشطة ستجعلها في وضع يمكنها من إنتاج سلاح نووي إذا قررت القيام بذلك".
ويبدو أن هذا التقييم أقل بكثير بالنظر إلى الكشف الأخير لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن أن إيران على بُعد "بضعة أسابيع أو بضعة أشهر" من صنع سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، وتحديدًا يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، منتقدًا تحرك دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، إن "إيران ربما تكون على بُعد "أسبوع أو أسبوعين" من الحصول على المواد الانشطارية اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية.
وأضاف بلينكن: "الوضع ليس جيدًا، بسبب انتهاء الاتفاق النووي؛ ربما تكون إيران الآن على بُعد أسبوع أو أسبوعين من القدرة على إنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، بدلاً من أن تكون على بُعد عام على الأقل للقيام بذلك".