أشار خطيب أهل السُّنة في إيران، مولوي عبدالحميد، إلى زيادة الإعدامات الأخيرة في البلاد، مؤكدًا أن هذا العدد الكبير من الإعدامات سيعود بالضرر الكبير على إيران، واصفًا أحداث القتل الأخيرة في محافظة بلوشستان السُّنية بـ "المريبة".
ولفت عبدالحميد إلى أن الإعدامات الكثيرة المتعلقة بقضايا المخدرات لم تكن مجدية في الحد من انتشارها في إيران، ويجب على السلطات البحث عن تدابير أخرى غير الإعدام.
ويُذكر أن إيران موجة من الإعدامات في الأيام الأخيرة وبلغت هذه الإعدامات ذروتها يوم الأربعاء الماضي؛ إذ أقدمت السلطات على إعدام 29 سجينًا في يوم واحد، موزعين على سجنين في مدينة كرج غربي العاصمة طهران.
وفي سياق آخر وصف خطيب أهل السُّنة في إيران، أحداث القتل الأخيرة في محافظة بلوشستان، بـ "المريبة"، وقال إن هناك عددًا من علماء أهل السُّنة والتجار تم اغتيالهم بشكل مريب، ولم يتم اعتقال القتلة بعد.. مشددًا على ضرورة أن توفر السلطات الإيرانية الأمن للمواطنين في محافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران.
وذكر أن فرض الأجواء الأمنية في البلاد، وفي محافظة بلوشستان ليس حلاً، وأن السياسة الصحيحة فقط هي التي يمكن أن توفر الأمن، وشدد على أن السياسة الشعبية ضرورية لتحقيق الأمن الدائم.
وفي شأن آخر دعا مولوي عبدالحميد الرئيس الإيراني الجديد إلى الوفاء بوعوده فيما يتعلق بالنساء والعرقيات والمذاهب الأخرى؛ حيث وعد بزشكيان بأن تتضمن حكومته ممثلين عن هذه الشرائح في المجتمع الإيراني.
وذكر عبدالحميد أن الشعب الإيراني يطلق على بزشكيان بأنه "الأمل الأخير"، ودعاه إلى الوفاء بوعوده، كما دعا النظام الإيراني إلى إطلاق يد الرئيس الجديد، والسماح له بالوفاء بوعوده الانتخابية، التي اقتطعها للشعب الإيراني، قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد.
كما تطرق مولوي عبدالحميد، في خطبته، إلى الاعتداءات الأخيرة على الأجانب، لاسيما المواطنين الأفغان المقيمين في إيران، مشيرًا إلى الاعتداء العنيف لمجموعة من الضباط على مراهق أفغاني، وهي الحادثة التي أثارت انتقادات واسعة ضد أجهزة الأمن، واتهامها بالعنصرية ودعم الكراهية ضد الأفغان في إيران.
ونشرت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" مقطع فيديو، الأربعاء 7 أغسطس (آب) الجاري، يظهر ضابطًا في الشرطة الإيرانية بمدينة "دماوند"، وهو يضع ركبته على عنق مراهق أفغاني يبلغ من العمر 15 عاماً، فيما يمسك ضابط آخر بيد هذا المراهق، ما عكس صورة سلبية عن تعامل الشرطة الإيرانية مع الأجانب، خاصة الأفغان، في إيران.
وشبّه رواد مواقع التواصل هذا الاعتداء بما تعرض له الأميركي من أصول أفريقية، جورج فلويد، في الولايات المتحدة الأميركية عام 2020، والذي توفي مختنقًا جراء سحق قوات الشرطة لرقبته وانقطاع التنفس عنه، وهي حادثة أثارت موجة كبيرة من الاحتجاجات في الولايات الأميركية.
وحمّل موقع "حال وش" الإخباري وحملة النشطاء البلوش ومنظمة راسنك وشيفار نيوز، في بيان مشترك، يوم الأربعاء الماضي، النظام مسؤولية مقتل وإصابة عدد من المواطنين البلوش على يد مجهول.
وطلبت هذه المنظمات الأربع من منظمات حقوق الإنسان الإيرانية التعاون معها لإحالة القضية إلى المنظمات الدولية، فيما يتعلق بجرائم القتل المتسلسلة التي تحدث في هذه المنطقة.