أعلن الحرس الثوري أن مناوراته العسكرية الموسعة غربي إيران ستستمر حتى بعد غد، الثلاثاء، وذلك تزامنًا مع تهديدات النظام الإيراني بالانتقام من إسرائيل، على خلفية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هينة، في طهران، فجر الأربعاء 31 يوليو (تموز) الماضي.
وأعلن المساعد السياسي لقائمقام مدينة "قصر شيرين" الواقعة غرب إيران، مراد باباخاني، أن الحرس الثوري بدأ مناوراته العسكرية أمس الأول الجمعة، وتستمر حتى بعد غد، الثلاثاء، 13 أغسطس (آب) الجاري، في منطقة "كاسه كبود" العامة.
وأشار باباخاني إلى هذه المناورة، قائلاً: "إن أصوات الانفجارات في هذه المدينة مرتبطة بمناورات الحرس الثوري"، وإن "إجراء هذه المناورات لن يثير قلق أو مخاوف المواطنين المقيمين في المنطقة".
وقالت مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشيونال"، في وقت سابق من هذا الشهر، وتحديدًا يوم 8 أغسطس الجاري، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان طلب من المرشد علي خامنئي، في اجتماع معه، الامتناع عن الهجوم المباشر على إسرائيل، وحذر من التأثير المدمر لهذا الهجوم على حكومته.
ووفقًا لمعلومات "إيران إنترناشيونال"، من مصادر مطلعة، فإن بزشكيان قد حذر خلال لقائه بالمرشد، علي خامنئي، من أن إسرائيل قد تستهدف بنية تحتية وموارد الطاقة في إيران؛ ردًا على هجوم طهران المحتمل، مشيرًا إلى أن هذا قد يضر بالاقتصاد الإيراني ويؤدي إلى انهياره.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية، نقلاً عن مقربين من الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن الحرس الثوري يدفع باتجاه هجوم صاروخي على تل أبيب، لكن بزشكيان اقترح استهداف مراكز مرتبطة بإسرائيل في جمهورية أذربيجان أو كردستان العراق.
والجدير بالذكر إيران قد هددت باستهداف إسرائيل مباشرة بالصواريخ؛ ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.
وشدد العديد من أصدقاء وخصوم إيران على ضرورة خفض التوترات، ودعوا طهران إلى ممارسة ضبط النفس.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، يوم الخميس الماضي، أن إيران قد تعيد النظر في نطاق وشكل الانتقام، الذي تخطط له ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران في الأيام الأخيرة "كانت تدرس نطاق ردها بعد ضغوط دبلوماسية كبيرة لتجنب الخسائر المدنية. ويبدو من المرجح أن تستهدف طهران المسؤولين عن الهجوم، خصوصًا (الموساد) ووكالاته، وليس المدنيين".
وأوضحت "الغارديان" أن طهران قد تخفف من حجم الرد؛ بسبب الفشل في الحصول على تأييد دول إسلامية، منها باكستان، لضربة واسعة ضد إسرائيل، بسبب القلق من فتح جبهة حرب واسعة.
كما أضافت صحيفة "بوليتيكو"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إيران ربما تعيد النظر في شن هجوم كبير ومتعدد الجوانب على إسرائيل.
وقال المسؤولون الأميركيون إن إدارة بايدن تحاول، بالتعاون مع حلفائها في الشرق الأوسط، إقناع طهران بمراجعة خططها للرد على مقتل إسماعيل هنية.
ووفقًا للصحيفة الأميركية فقد تم تحذير إيران من أن أي هجوم متعدد الجوانب على إسرائيل قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين.
يُذكر أن إيران قد هاجمت إسرائيل لأول مرة، بإطلاق 300 صاروخ باليستي وكروز وطائرات مُسيّرة، في إبريل (نيسان) الماضي؛ ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق ومقتل مجموعة من ضباط وقادة الحرس الثوري.
وردًا على الهجوم الإيراني، استهدفت إسرائيل قاعدة "شكاري" الجوية في أصفهان صباح يوم 19 إبريل الماضي، مما أدى إلى دخول البلدين في مواجهة مباشرة للمرة الأولى منذ عقود.