ألغى سلاح الجو الإسرائيلي إجازة جميع طياريه وموظفيه، وذلك بالتزامن مع نشر تقييم وكالات الاستخبارات الإسرائيلية حول الهجوم واسع النطاق المتوقع من النظام الإيراني على الأراضي الإسرائيلية "في المستقبل القريب جدًا".
كما ألغت مجموعة "لوفتهانزا" الجوية وعدد من شركات الطيران الأخرى أو أجلت رحلاتها إلى إسرائيل وإيران والأردن ولبنان وعدة دول أخرى في المنطقة، بسبب الخوف من تصاعد التوترات ووقوع صراع عسكري.
وأفاد تلفزيون "كان" الإسرائيلي، يوم الاثنين 12 أغسطس (آب)، أنه مع اقتراب الموعد المحتمل للهجوم الإيراني على إسرائيل، ألغى اللواء تومور بار، قائد القوات الجوية الإسرائيلية، إجازة جميع الطيارين وغيرهم من أفراد هذه القوة.
ويشير هذا الأمر إلى أن رحلات الموظفين الدائمين إلى الخارج بغرض عقد الاجتماعات والتدريب تتطلب أيضًا إعادة الموافقة.
وذكرت قناة "كان"، يوم الأحد أيضًا، أن الجيش طلب من جميع جنوده الذين يسافرون إلى جمهوريتي جورجيا وأذربيجان العودة إلى إسرائيل على الفور، لأن هذه الدول قد تكون هدفًا لهجمات معادية لإسرائيل من قبل إيران، كجزء من الإجراءات الانتقامية الإيرانية رداً على مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.
وعقب مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، والذي وقع بعد ساعات من الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في بيروت، وأدى إلى مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في حزب الله، أدى تأكيد المرشد الإيراني على "الانتقام" ووعود الأمين العام لحزب الله بالرد، إلى تأجيج المخاوف في المنطقة والعالم.
وتحمّل السلطات الإيرانية وحركة حماس إسرائيل المسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية، رغم أن تل أبيب لم تنف أو تؤكد هذا الاتهام حتى الآن.
وقدّر مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي أن "الهجوم الإيراني وشيك"، وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، هذا التقييم لنظيره الأميركي، لويد أوستن، في محادثة هاتفية مساء الأحد 11 أغسطس (آب).
وبعد هذه المحادثة أعلنت أميركا أنها سترسل أيضا غواصة إلى المنطقة.
كما طلب قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يوم الاثنين 12 أغسطس (آب)، من إيران وحزب الله الامتناع عن مهاجمة إسرائيل . واعتبر تصريح زعماء هذه الدول الثلاث مؤشرا آخر على احتمال قرب رد فعل إيران وحزب الله.
في الوقت نفسه، أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" للطيران، الاثنين، تمديد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران وبيروت وعمان وأربيل حتى 21 أغسطس (آب)، بسبب مخاوف من تصاعد الصراعات في المنطقة.
وقالت "لوفتهانزا" إنها لن تستخدم المجال الجوي لإيران والعراق خلال هذه الفترة.
وتضم مجموعة شركات الطيران "لوفتهانزا" أيضًا شركات طيران سويسرا، والنمسا، وبروكسل، ويورو وينجز.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أيضًا أن شركة "رايان إير" ألغت رحلاتها من وإلى تل أبيب على الأقل حتى 26 أغسطس. و"رايان إير" هي من بين شركات الطيران منخفضة التكلفة الأكثر شعبية للإسرائيليين.
ومع تصاعد الحرب في المنطقة، من بين أكثر من 120 شركة طيران كانت تحلق إلى إسرائيل، لا تزال أقل من 30 شركة فقط تعمل.
وأعلنت إيران أنها ستنتقم لمقتل هنية، الذي لم تعلن إسرائيل أي مسؤولية عن مقتله، كما توعد حزب الله بالانتقام لمقتل فؤاد شكر، قائده العسكري، الذي قُتل في ضواحي بيروت. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن مقتله.