أشارت 4 منظمات دولية لحقوق الإنسان إلى عمليات الإعدام الجماعية التي وقعت الأسبوع الماضي في إيران، وطالبت في رسالة إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الاثنين 12 أغسطس (آب)، بإنشاء آلية تحقيق أممية مستقلة لمحاسبة النظام الإيراني بسبب إعدام المواطنين.
وشددت هذه المنظمات في رسالتها على أن إيران تعتبر أكبر منفذ لأحكام الإعدام في العالم، مشيرة إلى إعدام المتظاهر رضا رسايي، وإلى إعدام 29 شخصا آخر في يوم واحد، واصفة ذلك بـ"الإجراء غير المسبوق في إيران".
وأعدمت السلطات الإيرانية، فجر الأربعاء الماضي، 29 شخصا بشكل جماعي في سجني "قزل حصار" و"كرج" المركزي.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الإعدامات الجماعية في إيران بـ"المروعة".
وانتقدت منظمات حقوق الإنسان الأربعة في رسالتها "صمت ولامبالاة المجتمع الدولي في مواجهة عمليات الإعدام والإخفاء القسري وقمع الاحتجاجات منذ عام 2017 في إيران".
وحذروا من أن السلطات الإيرانية تحاول خلق جو من الخوف والترهيب في المجتمع من خلال عمليات الإعدام في إيران.
ووقع على الرسالة كل من: منظمة العدالة لضحايا إعدامات عام 1988 في إيران (إنجلترا - JVMI)، والمنظمة الجديدة لحقوق الإنسان (فرنسا - NDH)، والتحالف من أجل إلغاء عقوبة الإعدام (ألمانيا - GCADP)، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (إيطاليا) - FIDU).
وأُرسلت نسخة من هذه الرسالة إلى ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بإيران، وموريس تيدبول باينز، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء.
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، تم إعدام أكثر من 348 شخصا في سجون مختلفة بإيران منذ بداية العام الجاري.
وفي إشارة إلى أن الإعدام الجماعي لـ26 سجينًا في يوم واحد وفي سجن واحد هو أمر غير مسبوق في العقدين الأخيرين، ذكرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن آخر عملية إعدام جماعي على هذا المستوى تمت في 3 يوليو (تموز) 2009، بعد احتجاجات الحركة الخضراء؛ حيث تم إعدام 20 سجينًا بتهم تتعلق بالمخدرات بسجن "رجائي شهر" في كرج.
وحذرت المنظمة مرة أخرى من عمليات الإعدام غير المسبوقة للسجناء في ظل التوتر بين إيران وإسرائيل، وطالبت المجتمع الدولي بالاهتمام الفوري بآلة القتل في إيران.
وقال محمود أميري مقدم، مدير هذه المنظمة: "تقوم طهران بقتل السجناء بشكل جماعي، وتزيد من حدة أجواء الاختناق في البلاد، مستغلة اهتمام المجتمع الدولي بالتوتر بين إيران وإسرائيل".
وذكر أميري مقدم أنه "في غياب رد فوري من المجتمع الدولي، يمكن أن يصبح مئات الأشخاص ضحايا لآلة القتل، التي يستخدمها النظام الإيراني، في الأشهر المقبلة"، ودعا جميع الدول ذات العلاقات الدبلوماسية مع طهران إلى الضغط عليها لمنع المزيد من هذه الجرائم.