بعد نشر تقارير عن اختراق قراصنة إلكترونيين تابعين لإيران الحملات الانتخابية الأميركية، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أنه يجري تحقيقًا في هذا الصدد.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي، في بيان مقتضب، يوم أمس الاثنين، 12 أغسطس (آب)، دون الخوض في تفاصيل: "يمكننا أن نؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في هذا الأمر".
ويأتي هذا البيان بعد يومين من إعلان حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، اختراق الوثائق الداخلية لهذه الحملة وتوجيه أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني.
وكان موقع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، قد أفاد بأنه تلقى مئات الصفحات من المراسلات الداخلية من مقر حملة ترامب، عبر بريد إلكتروني مجهول، وأرجع المتحدث باسم الحملة، ستيفن تشونغ، هذا الأمر إلى إيران.
ولم يقدم تشونغ أدلة محددة، مكتفيًا بالقول: "إن النظام الإيراني كان يعلم أن دونالد ترامب سيوقف اغتيالاتهم"، كما فعل خلال فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات في البيت الأبيض.
وبحسب "بوليتيكو"، يبدو أن الوثائق المرسلة إلى الصحيفة هي مراسلات داخلية لأحد كبار موظفي ترامب، بما في ذلك تحقيق مفصل أجراه الموظفون بشأن المرشح الجمهوري الحالي لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس.
ونفى مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، على الفور، تقرير موقع "بوليتيكو"، وتصريحات المتحدث باسم حملة دونالد ترامب، مدعيًا أن إيران ليس لديها أي دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتحاول إيران منذ سنوات استهداف الفضاء الإلكتروني لبعض الدول والمؤسسات في أنحاء مختلفة من العالم.
كما هددت طهران بالانتقام من مسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية، في إشارة إلى الأمر الذي أصدره دونالد ترامب بقتل قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري، قاسم سليماني.
وبالإضافة إلى الهجمات السيبرانية، التي استهدفت مقر دونالد ترامب، أفادت وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك "واشنطن بوست" و"أسوشيتد برس"، يوم أمس الاثنين، بأن حملة "بايدن- هاريس" الانتخابية كانت أيضًا هدفًا لهجوم سيبراني.
ووفقًا لهذه التقارير، فقد تلقى ثلاثة من موظفي مقر الانتخابات رسائل بريد إلكتروني احتيالية، لكن المحققين لم يعثروا على أي دليل على نجاح جهود المتسللين.
والتصيد الاحتيالي هو محاولة للحصول على معلومات عن طريق انتحال عنوان إنترنت مثل عنوان البريد الإلكتروني أو عنوان موقع الويب.
وقد نُشرت التقارير الجديدة حول المحاولة المحتملة للقراصنة التابعين لإيران، بعد أيام قليلة، من إصدار شركة "مايكروسوفت" الأميركية للبرمجيات تقريرًا يوضح بالتفصيل محاولة عملاء أجانب التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وأشار هذا التقرير إلى حالة أرسلت بموجبها وحدة حماية المعلومات العسكرية الإيرانية رسالة بريد إلكتروني تصيدية في يونيو (حزيران) الماضي إلى مسؤول كبير في مقر أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية؛ حيث تم استخدام عنوان البريد الإلكتروني لأحد كبار المستشارين السابقين لذلك المقر.
وذكرت "مايكروسوفت"، في تقريرها، أن محاولة عملاء أجانب للتأثير على الانتخابات الأميركية لعام 2024 بدأت ببطء، لكن هذه الحملة، التي تضم روسيا وإيران، تسارعت بشكل مطرد خلال الأشهر الستة الماضية.
وأضاف التقرير أن "الاختراقات السيبرانية الإيرانية كانت سمة دائمة في الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة في الولايات المتحدة على الأقل".