أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء 13 أغسطس (آب)، تحذير فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن الهجوم المحتمل على إسرائيل، ووصفت دعوتها إلى ضرورة تجنب تصعيد التوترات الإقليمية، بأنه "طلب وقح" و"يفتقر إلى المنطق السياسي"، مؤكدةً أن طهران لا تطلب الإذن من أحد للانتقام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "لامبالاة الدول الغربية دفعت إسرائيل إلى ارتكاب جرائم دولية مختلفة، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وبقائها دون عقاب".
وأكد أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها "عاجزان" عن إيجاد ردع ضد إسرائيل في حرب غزة، وأن ألمانيا وفرنسا وإنكلترا ليس لديها "إجراءات عملية وفعالة" لوقف هذه "الجرائم" أو مواجهتها.
ووصف كنعاني مطالبة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لإيران "بعدم اتخاذ أي إجراء عقابي ورادع ضد النظام المعتدي، الذي ينتهك سيادتها وسلامة أراضيها"، بأنه "طلب وقح"، وقال إن هذا الطلب "يشكل دعمًا علنيًا وعمليًا لأصل الجرائم الدولية والإرهاب في المنطقة، وتشجيع ومكافأة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إلى أن طهران "عازمة ومصممة على الدفاع عن سيادتها وأمنها الوطني"، و"لا تستأذن أحدًا" في استخدام حقوقها المعترف بها.
وأعربت الدول الثلاث، التي ذكرها كنعاني، أمس الاثنين، عن "قلقها العميق" إزاء تزايد التوتر في المنطقة والتزامها بالاستقرار الإقليمي، وقالت إن إيران وحلفاءها سيكونون مسؤولين عن الأعمال، التي تهدد فرصة السلام والاستقرار.
وكان المستشار الألماني، أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد أصدروا بيانًا يوم أمس الاثنين، دعوا فيه "إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن الهجمات التي تزيد من التوترات الإقليمية، وتُعرّض فرص الموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن للخطر".
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، دعم أميركا لهذه الدول الأوروبية الثلاث ومطالبتها إيران بوقف الهجوم العسكري المحتمل على إسرائيل، وأكد أنهم سيدافعون عن إسرائيل.
كما أعرب الفاتيكان يوم الاثنين عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، وطلب من طهران الامتناع عن تصعيد الصراع.
وقال وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان: "على طهران أن ترحب بالحوار والتفاوض والسلام".
وتأتي هذه التصريحات والمطالبات في سياق استعداد منطقة الشرق الأوسط لهجمات محتملة من قِبل إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد مقتل كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، وفؤاد شكر القائد البارز في حزب الله اللبناني.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإلكتروني، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن التقييم الأخير لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي يشير إلى أن إيران مستعدة لمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر ومن المحتمل أن تفعل ذلك في الأيام القليلة المقبلة.
كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصدر مطلع أيضًا، يوم أمس، أن إسرائيل وضعت قواتها في حالة تأهب كامل للمرة الأولى هذا الشهر بعد رصد استعدادات إيران وحزب الله لتنفيذ هجمات انتقامية.
ومن ناحية أخرى، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة أمرت بإرسال غواصة حربية وقوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط.
وكانت زارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد أعلنت، يوم أمس الأول الأحد 11 أغسطس، أن وزير الدفاع، لويد أوستن، أمر الغواصة النووية "يو إس إس جورجيا" بمغادرة مياه البحر الأبيض المتوسط، والتوجه إلى الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن هجوم إيران على إسرائيل من المرجح أن يتم تنفيذه هذا الأسبوع.
وتزامنًا مع تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة، وواصل شركات الطيران الدولية وقف رحلاتها إلى بعض أجزاء الشرق الأوسط، أو النأي بنفسها عن المجال الجوي لكل من إيران وإسرائيل ولبنان.
ومع زيادة التوترات، مرة أخرى، بعد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، في الأيام الأخيرة من شهر إبريل (نيسان) الماضي، حذرت أميركا أيضًا النظام الإيراني من أن أي هجوم على إسرائيل يمكن أن تكون له "عواقب وخيمة للغاية" على طهران.