أعلن محمد مقيمي، رئيس جامعة طهران، عن زيادة قبول أعضاء الحشد الشعبي، القوات الموالية للنظام الإيراني في العراق، وقال إن هؤلاء الأشخاص لا يتلقون تدريباً عسكرياً في الجامعة، لكن يدرسون مجال الإدارة. مضيفا: "نحن نحصل على أموال جيدة منهم، ونجلب العملات الأجنبية إلى البلاد".
وفي منتصف يوليو (تموز) من العام الماضي، نُشرت تقارير رسمية عن "تعاون واتفاق" الحشد الشعبي مع جامعة طهران لدراسة عناصره في هذه الجامعة.
في الوقت نفسه، كشف حسين موسوي بخاتي، مساعد رئيس الحشد الشعبي، أنه قبل هذا الاتفاق، تم إيفاد ما لا يقل عن 95 عنصراً من الحشد إلى الجامعات الإيرانية للدراسة، تحت إشراف أبو مهدي المهندس، أحد قادة هذه المجموعة.
وبعد عام من هذا الاتفاق، أعرب محمد مقيمي، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيرنا"، عن استياء المسؤولين العراقيين من انخفاض جودة بعض الجامعات الإيرانية لطلاب الحشد الشعبي للدراسة فيها.
وقال إنه لهذا السبب، طلب العراقيون من جامعة طهران المشاركة في عملية التعليم وإصلاح "هذا الضرر".
وبخصوص "الزيادة المضاعفة" في قبول الطلاب الأجانب وخاصة العراقيين، قال رئيس جامعة طهران، إن "الحشد الشعبي يضم أبناء الأحياء والقتلى والجرحى من قوات "جبهة المقاومة"، والحكومة العراقية خصصت ميزانية جيدة لتعليمهم في أفضل جامعات العالم".
ووصف مقيمي أعضاء الحشد الشعبي بأنهم أشخاص جديرون بسبب جهودهم في "تعزيز المثل الإسلامية"، وقال: "ليس لدينا تدريب عسكري. وفي هذه الجامعة نقدم لهم التدريب العلمي في مجالات الإدارة حتى يتمكنوا من لعب دور في إدارة بلدهم".
كسب المال من طلاب الحشد الشعبي؟
وقبل عام تطرق رئيس جامعة طهران إلى قبول قوات الحشد الشعبي للدراسة دون امتحانات القبول، وقال إن الجامعة تطبق عليهم "ضوابط ومعايير علمية" أكثر من غيرهم من الطلاب الأجانب، لأن الغرض من هذا ليس كسب المال ومنح الشهادات، بل "تحسين المستوى المعرفي والقدرة التخصصية للمجاهدين المسلمين".
لكن في مقابلته الجديدة، أشار رئيس جامعة طهران إلى أن "الدخل الذي يدره هؤلاء الطلاب للبلاد يمثل مصدر قوة"، وقال: "نحن نحصل على أموال جيدة من هؤلاء الأشخاص، ونجلب العملات الأجنبية إلى البلاد".
يذكر أن الطلاب العراقيين يدفعون 1200 يورو رسوم الدراسة الجامعية لكل فصل دراسي، في حين أن الرسوم الدراسية للطلاب الإيرانيين تبلغ حوالي 8 إلى 9 ملايين تومان.
محمد مقيمي الذي وصف العام الماضي الاحتجاجات ضد قبول قوات الحشد الشعبي بأنها "غضب الخونة"، يشكك الآن في هذه الاحتجاجات بمنطق أنه "كانت هناك من قبل عملية تعليم الأفراد والمديرين والمسؤولين في المنطقة".
وأضاف أن "ناجيرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، خريج العلوم السياسية في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران. لماذا لم ينتقد أحد دراسة بارزاني في جامعة طهران في ذلك الوقت؟"
وفي نهاية يوليو (تموز) من العام الماضي، نشرت مجموعة من الطلاب الناشطين في جامعة طهران بيانا وصفوا فيه تواجد قوات الحشد الشعبي وأمثالها في الجامعات الإيرانية بأنه "غزو للجامعة"، وقالوا إنهم سيقاومون قبول هؤلاء الوافدين.
وأكدوا أن الجامعة أصبحت خالية من الطلاب، وتحولت إلى مكان لـ"من يسمون الأساتذة الموالين للنظام وميليشيات الباسيج"، والآن ستحل القوات المستعارة من الجماعات العسكرية العراقية محل الطلاب.