أفادت قناة "إيران إنترناشيونال" بأن آرزو بدري، الشابة الإيرانية المصابة برصاص الأمن بسبب حجابها، والموجودة حاليًا في المستشفى، أُجبرت على الاعتراف بانتهاك قانون الحجاب، تحت ضغط رجال الأمن رغم معاناتها آلامًا شديدة، وعدم قدرتها على الجلوس أو تناول الطعام.
وقالت مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشونال"، اليوم الأحد، 18 أغسطس (آب)، إن آرزو بكت عدة مرات أثناء الضغط عليها للاعتراف، وقالت إنه لا يمكنها الاستمرار، لكنها اضطُرت إلى استكمال التحقيق؛ بسبب تهديدات وإكراه رجال الأمن.
وقد أجبرت قوات الأمن أفراد عائلتها المقربين، بمن في ذلك شقيقتها، على الاعتراف بمخالفة القانون.
وكانت الشرطة قد أوقفت أوقفت آرزو بدري، في 23 يوليو (تموز)، أثناء عودتها إلى منزلها مع شقيقتها، بعد الانتهاء من عملها في مدينة نور بمحافظة مازندران، بدعوى انتهاك قانون الحجاب.
وتشير التقارير، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، إلى أن الشرطة أطلقت النار على سيارة آرزو، على الرغم من توقفها على الطريق الترابي.
وتلق آرزو رصاصة في ظهرها وأصيب على إثرها حبلها الشوكي ورئتاها بأضرار بالغة، إثر إطلاق النار عليها.
وكان قد صدر أمر أمني بإيقاف السيارة التي كانت تستقلها آرزو بدري، بتهمة عدم مراعاة الركاب للحجاب الإجباري، وأطلقت الشرطة النار على السيارة من الباب الخلفي من جهة السائق.
وأظهرت معلومات حصرية، وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، الأربعاء الماضي، أن بدري خضعت لعملية جراحية مرة أخرى؛ بسبب وجود سائل في رئتيها، وحالتها الصحية حرجة.
وذكرت "إيران إنترناشيونال" أن السلطات الأمنية لم تسمح لعائلة بدري، يوم الخميس الماضي، بمغادرة الفندق الذي يقيمون فيه في طهران، وزيارة آرزو في المستشفى.
وقالت مصادر مطلعة إنه سُمح لعائلة بدري بمغادرة الفندق يوم الجمعة، لكن عندما وصلوا إلى المستشفى، لم يُسمح لهم بالزيارة، وبحسب هذه المعلومات، قبل لقاء آرزو، أراد بعض النواب رؤية عائلتها لحثهم على العفو عن الجاني.
وأعلن رئيس الهيئة القضائية للقوات المسلحة الإيرانية، أحمد رضا بورخاقان، أن المعتدي على أرزو بدري "محتجز حاليًا".
وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم تشكيل محكمة للنظر في شكوى عائلة بدري، لكن العائلة غير راضية عن طريقة التعامل مع شكواهم، ويتعرضون لضغوط من أجل العفو عن الجاني.
الجدير بالذكر أن آرزو بدري، وهي بائعة تبلغ من العمر 31 عامًا ولها طفلان، تم نقلها أولاً إلى مستشفى في مدينة نور ثم إلى مستشفى الخميني في مدينة ساري، وهي ترقد حاليًا في مستشفى ولي عصر بطهران تحت حراسة أمنية مشددة.
وأكد مركز المعلومات التابع لقيادة شرطة محافظة مازندران إطلاق الشرطة النار على السيارة، التي كانت تستقلها آرزو بدري، وأعلن أن السائق "واصل الفرار بغض النظر عن أمر الشرطة، وأطلقت الشرطة النار على السيارة وفقًا لقانون استخدام الأسلحة".
ويعد إطلاق النار على آرزو بدري أحدث مثال على العنف الشديد والمميت الذي ترتكبه قوات الأمن في إيران لفرض الحجاب الإجباري على النساء.