عقد البرلمان الإيراني، اليوم الأحد، ثاني جلساته لمناقشة ودراسة المؤهلات الخاصة بأعضاء التشكيلة الوزارية المُقترحة، والتي تقدم بها الرئيس مسعود بزشكيان الأسبوع الماضي، وقد شهدت تلك الجلسة سجالات حادة ومناوشات بين الأعضاء والمرشحين المقترحين لتولي الحقائب الوزارية.
ومن المقرر أن يتم التصويت على الوزراء المقترحين ضمن الدفعة الثانية في البرلمان الإيراني، يوم الأربعاء المقبل، 21 أغسطس (آب)؛ لإعطاء الثقة للحكومة الرابعة عشرة في تاريخ إيران.
كما شهدت تلك الجلسة انقسامات بين أعضاء البرلمان حول التشكيلة المقترحة للحكومة الجديدة، ما بين مؤيد ومعارض.
وأكد عباس عراقجي، المرشح وزيرًا لخارجية إيران، في كلمته أمام البرلمان، اليوم الأحد، أن نهج قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الذي قُتل في العراق) في تعزيز محور المقاومة سيظل ركيزة سياستنا المحورية الخارجية خلال الفترة المقبلة".
وقال عراقجي: "سنواصل نهج وطريقة وزير الخارجية السابق، حسين أمير عبداللهيان"،
وأضاف: "دعمنا الشامل لمحور المقاومة والشعب الفلسطيني هو رمز قوة بلدنا".
وأشار إلى أن "روسيا والصين اللذين كانا بجانبنا في الأيام الصعبة سيكونان في سلم أولويات سياستنا الخارجية"، مضيفًا: "سياستنا تجاه الولايات المتحدة ستعتمد على نهج إدارة الخصومة، وليس إنهاء الخصومة".
وتابع: "لن نتعجل ولن ننجر إلى المفاوضات الاستنزافية من أجل رفع العقوبات، وستكون قوانين البرلمان وتعليمات خامنئي هي فصل الخطاب في سياستنا الخارجية".
وتابع: "إن الدعم الشامل للمقاومة من أسس السياسة الخارجية، وسر قوة الجمهورية الإسلامية، وسيستمر في الحكومة الإيرانية المقبلة".
وأضاف عراقجي: "ستستمر سياسة حُسن الجوار في وزارة الخارجية الإيرانية، خلال الفترة المقبلة".
وأشار إلى أن "الخارجية الإيرانية ستستخدم جميع مقدراتها السياسية والدبلوماسية؛ لنشر أهداف وأفكار محور المقاومة، وكسب دعم الدول الإقليمية، وتعريف الساحة الدولية بالجهات الفاعلة للمقاومة".
وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، قد قال إن المرشح وزيرًا للخارجية، عباس عراقجي، يؤكد دائمًا دعم محور المقاومة وتحييد العقوبات، وتعتبر اللجنة عراقجي جديرًا بوزارة الخارجية الإيرانية؛ نظرًا للظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة.
وأضاف البرلماني الإيراني، أحد آزاديخواه، وهو أحد المؤيدين لترشيح عباس عراقجي وزيرًا لخارجية إيران، أيضًا: "إننا ننتظر انتقامًا شديدًا من إسرائيل لمقتل إسماعيل هنية، في طهران، وقد وعد وزير الخارجية المقترح، عباس عراقجي، بدعم محور المقاومة في المنطقة".
بينما هاجم البرلماني الإيراني، محمد رضا صباغيان، المرشح وزيرًا للخارجية، عباس عراقجي، أثناء جلسة البرلمان، قائلاً: "كيف نجرؤ على التصويت لصالحك، بينما تستمر أنت في سياسة التسول نفسها من الدول الغربية؟ أثناء حضوركم في وزارة الخارجية تم صب الخرسانة في قلب مفاعل آراك النووي".
وتحدث عبدالناصر همتي، المرشح وزيرًا للاقتصاد في الحكومة الإيرانية الجديدة، في كلمته أمام البرلمان؛ لنيل ثقة الأعضاء وتأييد ترشيحه، قائلاً: "إن مشاكل البلاد العميقة تقترب من التأزم، والتضخم اقترب من 40 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يؤثر بشكل خطير على مستوى المعيشة والقدرة الشرائية للشعب الإيراني".
وأبدى البرلماني الإيراني، محسن زنغنة، اعتراضه على ترشيح عبدالناصر همتي وزيرًا للاقتصاد، وقال في جلسة البرلمان: "إن نسبة نمو السيولة ارتفعت من 20 إلى 40 بالمائة خلال رئاسة همتي للبنك المركزي الإيراني".
وأشار الصحافي والمحلل الإيراني، رضا غيبي، إلى انسحاب بزشكيان من وعوده الانتخابية برفع العقوبات، وقال: "إن الوزراء المقترحين تحدثوا عن الاستعداد للمواجهة، والوقوف في وجه العقوبات".
وأضاف: "هذا التوجه يظهر أن الفريق الاقتصادي الجديد يستعد لمزيد من العقوبات، في حال عودة ترامب المحتملة للرئاسة في أميركا".