استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني احتجاجا على إغلاق السلطات الإيرانية مركز "غوته" الثقافي والتابع للحكومة الألمانية في طهران، منددة بهذا الإجراء "غير المبرر".
وفي بيان وزارة الخارجية الألمانية وصفت إغلاق مركز "غوته" بأنه "غير مبرر". وأضافت: "إن التبادلات اللغوية هي أساس التفاهم المتبادل. يعد هذا المركز مكانًا شعبيًا ومعروفًا للتواصل، حيث يسعى الناس جاهدين لتعلم اللغة بالتزام شخصي كبير وفي ظل ظروف صعبة". وطلبت ألمانيا من الحكومة الإيرانية "إصدار الإذن على الفور باستئناف الأنشطة التعليمية لهذه المؤسسة".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء أغلقت السطات الإيرانية مركز "غوته" الثقافي والتابع للحكومة الألمانية في طهران، بدعوى أنه "غير قانوني" وارتكب "مخالفات مالية".
وداهمت عناصر الأمن وإنفاذ القانون مؤسسة "غوته" لتعليم اللغة الألمانية في شارع ديباجي ومبناها التعليمي في شارع قلهك بطهران، وأغلقت هذه المكاتب. ووصفت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للقضاء الإيراني، هذه المراكز بأنها "غير قانونية"، وأعلنت أنه تم إغلاقها.
وبحسب هذه الوكالة، تم إغلاق "فرعين من المراكز غير القانونية التابعة للحكومة الألمانية" التي "انتهكت قوانين البلاد وارتكبت العديد من الأعمال غير القانونية ومخالفات مالية واسعة النطاق" بأمر من السلطة القضائية.
كما أعلنت السلطة القضائية عن "تلقي تقارير عن مخالفات من قبل مراكز أخرى تابعة لألمانيا في إيران"، وقالت إن "التحقيق مستمر في هذا الصدد".
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، لجأت الشرطة إلى العنف لإغلاق المركز، وبثت الرعب في المكان من خلال تصوير الأساتذة والموظفين وطلاب اللغات، والاعتداء عليهم.
وبحسب بعض شهود العيان، صرخت القوات في وجه المتعلمين: "أين تريدون الذهاب؟"
وقالت بعض المصادر إن العناصر الأمنية التي اقتحمت المكان تابعة لما يسمى "القوات الخاصة المساندة للولي الفقيه".
وفي الصور الحصرية التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، يمكن رؤية الأختام على أبواب المؤسسة.
الممرضون يذهبون إلى ألمانيا
وأعلن علي جعفريان، مسؤول لجنة وزارة الصحة التابعة للمجلس الاستراتيجي لحكومة مسعود بزشكيان، يوم الأحد 18 أغسطس (آب)، بالتزامن مع استمرار إضراب الممرضين في إيران، عن موجة هجرة الممرضين إلى ألمانيا، واصفاً معدل هجرتهم أو تركهم لوظائفهم بـ"المريع".
وأعلن الرئيس السابق لجامعة طهران للعلوم الطبية ومسؤول لجنة وزارة الصحة في المجلس الاستراتيجي لحكومة بزشكيان أن 30 ألف عضو هيئة تدريس في المستشفيات هاجروا في السنوات الأخيرة.
ويمكن أن يكون الإجراء الذي اتخذه القضاء في إيران بإغلاق المراكز الثقافية التابعة لألمانيا بمثابة رد فعل على احتجاجات الممرضين في الأيام الأخيرة وموجة هجرتهم الكبيرة.
الرد على إغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ
وفي إشارة إلى خبر إغلاق المراكز التابعة لمؤسسة "غوته"، كتبت "نور نيوز" عبر قناتها على تيليغرام: "يقال إن هذا الإجراء جاء رداً على إغلاق المراكز الثقافية والإسلامية في ألمانيا".
وكانت الحكومة الألمانية قد حظرت، في بيان لها صباح الأربعاء 24 يوليو (تموز)، أنشطة المركز الإسلامي في هامبورغ.
وقد اتُهم هذا المركز بـ"الترويج لأيديولوجية النظام الإيراني، ودعم حزب الله اللبناني، والعمل ضد الدستور الألماني".
وإثر قيام الشرطة الألمانية بإغلاق مركز "هامبورغ الإسلامي" وعدد من المراكز الإسلامية التابعة له، استدعى المدير العام لأوروبا الغربية في وزارة خارجية إيران السفير الألماني في طهران.
وفي لقائه مع السفير الألماني، "أدان هذا العمل العدائي والمخالف للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان"، وأبلغ السفير الألماني باحتجاج طهران الشديد.
وقد داهمت الشرطة الألمانية 53 مكانا تابعا لمركز "هامبورغ الإسلامي" في مختلف أنحاء ألمانيا بغرض التفتيش والتحقيق.