أعلنت ثلاث وكالات استخبارات أميركية أن إيران تقف وراء الهجمات الإلكترونية على مقرات الحملات الانتخابية في البلاد، في إطار تدخل أوسع للنظام الإيراني، بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية بالولايات المتحدة.
وتم الإعلان عن هذا الأمر، مساء أمس الإثنين، 19 أغسطس (آب)، في بيان مشترك لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ووكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأميركية.
وأكدت وكالات الاستخبارات الثلاث أن "إيران تسعى إلى خلق الفتنة وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة"، وذكرت، في بيان مشترك: "لقد شهدنا أنشطة هجومية متزايدة من قِبل إيران خلال فترة الانتخابات هذه".
وجاء في هذا البيان أن "مجتمع الاستخبارات الأميركي يعتبر العملية السيبرانية الأخيرة ضد الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، من صنع إيران".
وشددت وكالات الاستخبارات الأميركية الثلاث، في بيانها المشترك، على أن الأنشطة السيبرانية الإيرانية استهدفت مواطنين أميركيين، وكذلك الحملات الانتخابية، في إشارة إلى التقييم السابق بأن إيران تعتبر هذه الفترة من الانتخابات الأميركية مهمة.
ووفقًا لهذا البيان، فإن هدف إيران من هذا الهجوم السيبراني، ليس فقط خلق انقسام في المجتمع الأميركي، ولكن أيضًا التأثير على نتيجة الانتخابات، بالنظر إلى ما يمكن أن تحدثه على الأمن القومي الإيراني.
ونسب المقر الرئيس للمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، أثناء إعلانه اختراق مراسلاته الداخلية، الأمر إلى النظام الإيراني، في 10 أغسطس الجاري.
وبعد ذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن قراصنة تابعين لإيران حاولوا اختراق حملة بايدن- هاريس، قبل بضعة أشهر.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي حينها أنه يحقق في الخبر.
ويأتي بيان وكالات المخابرات الأميركية بعد أقل من أسبوعين من إعلان خبراء شركة "مايكروسوفت" للبرمجيات، أن قراصنة مرتبطين بإيران حاولوا اختراق حساب "مسؤول رفيع المستوى" في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في يونيو.
وبحسب تقرير خبراء "مايكروسوفت"، فإن "مجموعة تديرها وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني أرسلت رسالة بريد إلكتروني تصيدية مستهدفة إلى مسؤول رفيع المستوى في مقر الانتخابات الرئاسية" و"مجموعة أخرى مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني اخترقت حساب مستخدم حكومي على مستوى الولاية باستخدام الحد الأدنى من الترخيص".
كما أعلنت شركة "غوغل"، في تقرير مستقل أن مجموعة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري حاولت اختراق حسابات "جي ميل" لعشرات الأشخاص المرتبطين بكل من جو بايدن ودونالد ترامب.
ونفى مكتب التمثيل الإيراني في الأمم المتحدة كل هذه الاتهامات، وقال: "ليس لدى الحكومة الإيرانية غرض أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية".
ومع ذلك، قالت شركة "OpenAI" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يوم الجمعة الماضي، إنها حددت وفككت حملة إيرانية استخدمت "ChatGPT"، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي المملوكة للشركة، لنشر معلومات كاذبة عبر الإنترنت، بما في ذلك المحتوى المتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفقًا للشركة، فقد حاول بعض المشغلين استخدام دردشة "GPT" لإنشاء قصص إخبارية مزيفة طويلة، بالإضافة إلى كتابة تعليقات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تعلق شركتا "X" و"Meta" (المالكتان لإنستغرام وفيسبوك) بعد على نشاط وإغلاق هذه الحسابات، لكن "OpenAI" تقول إنه يبدو أن هذه الحسابات لم تعد نشطة على شبكات التواصل الاجتماعي.