كشف ياسين رامين، أحد المديرين السابقين في الهلال الأحمر الإيراني، والمنشق عن النظام، خلال مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، عن الدور الوسيط، الذي لعبته شركة "نويد لخدمات المروحيات" في توفير طائرات مروحية للقوات العسكرية الإيرانية، وقال إن هذه الشركة تابعة لوزارة الاستخبارات.
وبحسب قول ياسين رامين، وهو نجل محمد علي رامين، مساعد الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، للشؤون الإعلامية، فقد "لعبت هذه الشركة دور الوسيط بين منظمة الهلال الأحمر والحرس الثوري الإيراني للتحايل على العقوبات".
وأشار رامين إلى دور شركة "نويد" في شراء مروحيات روسية للاستخدام غير الإغاثي تحت غطاء الهلال الأحمر، وقال: "كانت شركة نويد إحدى شركات وزارة الاستخبارات، التي تم تسليمها إلى الهلال الأحمر، وكان الهيكل الكامل لتلك الشركة عبارة عن هيكل أمني ومعلوماتي. وقد أخذوا المروحيات من منظمة الإغاثة والإنقاذ، وقاموا بتسليمها للشركة".
الجدير بالذكر أن وكالات الأنباء التابعة للنظام، مثل "فارس" و"تسنيم" و"مؤسسة الإذاعة والتلفزيون"، شنت حملة ضد "رامين" بعد أن خرج من البلاد، وانشق عن النظام، وصار يظهر علنًا لإبداء آرائه ومعتقداته المعارضة للنظام.
التأسيس وتغيير الاسم
تم تسجيل شركة "نويد" لخدمات طائرات الهليكوبتر، في 18 فبراير (شباط) 1996، تحت اسم "نويد تك للخدمات الجوية" تحت رقم 119752.
وتم تعيين رضا نيري، رئيسًا لمجلس إدارة الشركة، عند تأسيسها، وشخص يُدعى السيد ميرفروغي، نائبًا لرئيس الشركة، ومحمد مهدي موحدي محصل طوسي، عضوًا في مجلس الإدارة، وحسين محمدي رئيسًا تنفيذيًا.
وفي 20 فبراير (شباط) 2008، تم تغيير اسم الشركة إلى مسماها الحالي، وبعد ذلك تم تسليم الشركة إلى الهلال الأحمر.
وقام مجلس الإدارة، في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2001، بتعيين محمود آذين، وهو عميد طيار، رئيسًا تنفيذيًا للشركة.
وكان آذين من بين العناصر المتمردة في الجيش قبل الثورة، إلى جانب ضباط مثل محمد علي شريف النسب، وحسين شهرامفر، وأحمد دادبين، وعلي صياد شيرازي، الذين شكلوا مجموعات تسمى "نواة المقاومة".
وتقاعد آذين من القوة الجوية في 2016، وليس من الواضح كيف أصبح الرئيس التنفيذي لشركة خاصة على ما يبدو، في عام 2001.
وكان آذين عضوًا في مجلس إدارة العديد من الشركات والجمعيات الخيرية الأخرى، بالإضافة إلى هذه الشركة.
وظل الطيار آذين رئيسًا تنفيذيًا لشركة "نويد لخدمات المروحيات" حتى عام 2015.
مديرو الحرس الثوري الإيراني والمقر التنفيذي في "نويد"
في 12 فبراير 2023، تم تعيين علي جلاليان مديرًا تنفيذيًا وعضوًا في مجلس إدارة خدمات طائرات الهليكوبتر نيابة عن جمعية الهلال الأحمر، وبقي في هذا المنصب حتى 6 مايو (أيار) 2024.
وما بين عامي 2017 و2019، كان جلاليان عضوًا في مجلس إدارة شركة "بهارستان قشم"، ممثلاً لشركة "موج نصر كستر" للاتصالات والإلكترونيات.
وتعد شركة "موج نصر كستر" إحدى الشركات التابعة للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري.
ويشغل محمد علي صمدي منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة "نويد للطائرات المروحية"، ممثلاً لمنظمة الهلال الأحمر للإمدادات الطبية، منذ 6 مايو (أيار) 2024.
وكان صمدي، مثل جلاليان، عضوًا في مجلس إدارة "بهارستان قشم". وبالإضافة إلى ذلك، أصبح في عام 2017 عضوًا في مجلس إدارة شركة "بويا أفلاك سبهر"، نيابة عن المؤسسة التعاونية للحرس الثوري، ومن 2015 إلى 2017 كان عضوًا في مجلس إدارة شركة "بهاران" نيابة عن المؤسسة التعاونية للحرس الثوري.
في يوليو (تموز) 2010، تم تقديم محمد تركمانه كمفتش في شركة "نويد لخدمات طائرات الهليكوبتر".
وبعد بضعة أشهر، في مارس (آذار) 2011، أصبح عضوًا في مجلس إدارة الشركة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2012.
وفي عام 2020، شغل تركمانه لبعض الوقت منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إحسان"، إحدى المجموعات الفرعية لـ "المقر التنفيذي لأمر الإمام"، تحت إشراف المرشد علي خامنئي، ويشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مؤسسة بركات التابعة لـ "المقر التنفيذي لأمر الإمام".
وثائق مالية غامضة
وتبدو المستندات المالية لشركة "نويد لخدمات المروحيات" غير واضحة، وعلى الرغم من نشر وثائق من المؤسسة للتواصل مع جهات خارجية، فإن هذه الوثائق تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة وتحتوي على معلومات مضللة.
ويظهر البيان المالي للشركة بتاريخ 19 مارس 2024 أن القيمة الإجمالية لأصولها بلغت 288 مليار تومان، وكان هذا المبلغ 69 مليار تومان في وثائق الشركة، عام 2022.
وجاء في المذكرة التوضيحية (5-1-4) أن "المجلس الأعلى لجمعية الهلال الأحمر قد وافق على تسليم ثلاث طائرات مروحية من نوع 412 لهذه الشركة"، وفي عام 2023 تم تسليم حقوق الانتفاع لإحدى هذه الطائرات الثلاث إلى شركة "نويد لطائرات الهليكوبتر".
وفي قسم قيمة وسائل النقل الجوية، ذكرت الشركة أن القيمة الإجمالية لأسطولها تبلغ 13.5 مليار تومان فقط، دون ذكر عدد أسطولها.
وتتراوح قيمة مروحيات "ميل 17" الروسية، التي تم شراء 20 منها خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، بين 12 و15 مليون دولار لكل منها. وحتى قيمة أحد هذه الأنواع من المروحيات أعلى من المبلغ الإجمالي المذكور في المستندات المالية لشركة "نويد"، التي تمتلك هذه المروحية أيضًا.