كشفت الصحافية الفرنسية، كاثرين بيريز شكدام، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، عن تفاصيل جديدة حول لقاءاتها مع بعض مسؤولي النظام الإيراني في طهران، ووجهت تحذيرًا خطيرًا حول أهداف هذا النظام ومخططاته، وتنامي نفوذ الجمهورية الإسلامية، وانتشار أيديولوجيتها، ووصفت ذلك بـ "السرطان".
ووصفت شكدام، التي التقت المرشد الإيراني، علي خامنئي، عبر دعوة رسمية عام 2017، هذا اللقاء بأنه تجربة "لا تُوصف".
وقبل هذا اللقاء، طلب مسؤولون إيرانيون من شكدام تجنب التواصل البصري مع خامنئي.
وقالت عن هذا اللقاء، في ببرنامج "بوكاست" تقدمه نكار مجتهدي، الصحافية الإيرانية الكندية وصانعة الأفلام الوثائقية على الموقع الإنجليزي لـ "إيران إنترناشيونال": "كان خامنئي بطيئًا للغاية، لكن تحركاته وخطواته كانت مدروسة".
وأضافت هذه الصحافية الفرنسية أنها تلقت دعوة من الحكومة الإيرانية للكتابة في الموقع الرسمي للمرشد علي خامنئي، وقد شمل هذا التعاون إجراء عدة مقابلات، بما في ذلك مع السياسي البريطاني، جورج غالاوي.
ورغم أن وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني نفت في عام 2022 المشاركة المباشرة لشكدام في النسخة الإنجليزية من موقع خامنئي، فإنها أكدت مساهمتها عبر كتابة مقالات في الموقع بين عامي 2015 و2017.
ونفت شكدام، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" خلال مارس (آذار) 2021، ادعاء مسؤولي موقع خامنئي بأنهم لم يتواصلوا معها، إلا عبر البريد الإلكتروني.
وتحدثت، في الوقت نفسه، عن ردود فعل السلطات الإيرانية على فرضية كونها جاسوسة، قائلة: "أعتقد أن النظام كان مهتمًا جدًا أيضا بالرد على الاتهامات، التي أثيرت ضدي بأنني جاسوسة لإسرائيل وعضو في الموساد؛ لأنها تسببت في فضيحة كبيرة للنظام الإيراني".
وأضافت شكدام: "لقد حاول المسؤولون الإيرانيون شن هجوم مضاد للدفاع عن أنفسهم".
وفيما يتعلق بعلاقتها بمكتب خامنئي، أكدت أن أحد أعضاء مكتب خامنئي كان على اتصال بها، لكن لا يمكنها الكشف عن اسمه؛ لأن أمن هذا الشخص سيكون في خطر.
كيف دخلت يهودية فرنسية إلى دائرة قيادات النظام الإيراني؟
وقالت شكدام إن نادر طالب زاده، وهو من الشخصيات الدعائية للجمهورية الإسلامية، لعب دورًا مهمًا في تعريفها بدوائر السلطة في إيران.
وتأكد طالب زاده أن نفوذ شكدام في مختلف مؤسسات الحكومة والحرس الثوري يتم دون أي عقبات.
وكان يعتقد أنه يستطيع تحويل شكدام إلى أداة بيده ويمكنه التحكم بها بسهولة.
وجذبت هذه الصحافية انتباه السلطات الإيرانية، بعد كتابتها مقالاً انتقاديًا حول التدخل الأميركي في العراق، في مجلة "يمن أوبزرفر"، وقد تزوجت رجلاً يمنيًا عام 2009، وهاجرت إلى اليمن مع طفليها، وتمكنت من إقامة علاقات تدريجية مع مسؤولي الحكومة الإيرانية وكسب ثقتهم.
وتحدثت عن لقاءاتها مع شخصيات مهمة، مثل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والرئيسين السابقين لإيران.
ووصف شكدام اللقاء مع سليماني بأنه "تجربة مخيفة".
وبدعوة من طالب زاده، التقت شكدام القائد السابق لفيلق القدس في جنوب العراق.
وقالت، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، إن هذا اللقاء القصير تم في منزل خاص بمدينة كربلاء العراقية.
وأضافت عن هذا اللقاء: "لم تكن المحادثة سهلة على الإطلاق.. لقد أخافني. كان وجوده مخيفًا جدًا".
ما هي دوافع شكدام؟
وأكدت شكدام أن دافعها لم يكن "الفضول، بل الغضب والسخط".
وقد شهدت هذه الصحافية تغيرات في المجتمع اليمني، أرجعتها إلى تنامي نفوذ الجمهورية الإسلامية، وانتشار أيديولوجيتها، ووصفت ذلك بـ "السرطان".
وبحسب شكدام، فإن النفوذ الإيراني في اليمن أدى إلى زيادة العنف الطائفي وفي نهاية المطاف سقوط هذا البلد.
وقالت لـ "إيران إنترناشيونال": "أعتبر هذه العملية نوعًا من الاستعمار من خلال التحريض الأيديولوجي".
لقد أصبح اليمن مسرحاً لمعاناة المدنيين في خضم الحرب الأهلية، ويعتقد العديد من المحللين أن هذا الصراع، المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، أصبح حرباً بالوكالة. فمن ناحية، الحوثيون المدعومون من إيران، الذين أطاحوا بالحكومة اليمنية، ومن ناحية أخرى، هناك تحالف تقوده المملكة العربية السعودية.
وأوضحت شكدام أن "وجودها السري" في إيران ساعدها في فهم عمق التهديد بشكل أفضل، وعلى الرغم من أنها لا تعرف حتى الآن مدى نجاحها في تحييد هذا التهديد، فإنها يمكنها على الأقل مشاركة معرفتها وتحذيراتها مع الآخرين.
وأكدت أن إيران تسعى إلى إضعاف الحضارة الغربية والمؤسسات الديمقراطية.
وقالت إن إيران نجحت في اختراق دول مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق، وتحاول الآن تطبيق النموذج نفسه مع الغرب.
وفي نهاية المقابلة مع برنامج "عين على إيران"، أكدت هذه الصحافية: "يجب على العالم أن يستيقظ. عندما تردد إيران: الموت لأميركا، فإنهم يقصدون الموت للديمقراطية".