على الرغم من تزايد الضغوط الأمنية استمرت الاحتجاجات والإضرابات التي يقوم بها الممرضون والطواقم الطبية في العديد من المدن الإيرانية، اليوم الاثنين 26 أغسطس (آب)، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للمرضين.
وشهدت مدن شيراز وكنكان وكرمانشاه وكركان، اليوم الاثنين، مسيرات ووقفات احتجاجية للمرضين الذين أكدوا أنهم ماضون في حراكهم حتى تحقيق كافة مطالبهم المشروعة.
وتوقف الممرضون في "كركان" عن العمل، وشكلوا مسيرة احتجاجية في محيط المستشفى والشوارع المحيطة به.
كما تجمع الممرضون في مستشفى "الخميني" بمدينة "كنكان" ومستشفى "كرمانشاه" للعلوم الطبية، مرددين هتافات ضد المسؤولين، وتطالب بالاستماع إلى أصواتهم.
وفي شيراز أيضا تجمع الممرضون أمام مستشفى "القائمقام"، منددين بتجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم، ومؤكدين أنهم لن يتوقفوا عن فعالياتهم ما لم يتم الاستماع إلى مطالبهم وتلبيتها جميعا.
وبانضمام ممرضي مدن "كركان" إلى الاحتجاجات وصل عدد المدن التي شهدت احتجاجات الممرضين 40 مدينة وأكثر من 70 مستشفى.
وشهدت مدن: کرج، وشیراز، وبندر عباس، ورفسنجان، وأصفهان، وأراك، ویزد، ومشهد، والأهواز، وعبادان، وجهرم، وفسا، وآباده، واقلید، وکنكان، وإسلام آباد غرب، وهمدان، وبوشهر، وداراب، وتبریز، ویاسوج، وقزوین، ونیشابور، ودهدشت، وکرمانشاه، ومریوان، ورشت، وطهران، وسیرجان، وتبریز، وبیرجند، وزنجان، ولامرد، وتشابهار وشهرکرد، مظاهرات وإضرابات نظمها الممرضون في الأيام القليلة الماضية.
وسألت "إيران إنترناشيونال" أمس الأحد متابعيها حول احتجاجات الممرضين وإضراباتهم، وما هي مواقفهم من المضايقات التي تُمارس بحقهم؟
وبعث عشرات المواطنين رسائل للقناة، مفادها أن "نظام الجمهورية الإسلامية ينظر إلى الممرضين نظرة متدنية، وأنه رد على مطالبهم بالقمع والعنف".
وأكد عدد كبير من المتابعين أنه في ظل حكم نظام الملالي في إيران، فإن جميع الأجهزة والمؤسسات تستخدم أسلوب القمع كأداة وحيدة للتعامل مع المشكلات والأزمات.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد ذكرت، في تقرير نشرته الجمعة 23 أغسطس (آب)، أن الأجهزة الأمنية استدعت ما لا يقل عن 18 ممرضًا وممرضة في مدن مختلفة.
كما تم اعتقال بعض الممرضات، مثل زهرا تمدن وفيروزه مجريان شرق وبويا اسفندياري في مدينة أراك؛ بسبب دورهن في تلك الاحتجاجات.
وتشير المعلومات، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، إلى أن استدعاء واعتقال الممرضات في مختلف المدن، بما فيها طهران، مستمر، وتحاول المؤسسات الأمنية في إيران وقف موجة احتجاجات الممرضين والطواقم الطبية.
ويعمل أكثر من 220 ألف ممرض وممرضة في المستشفيات العامة والخاصة في إيران.
ويبلغ متوسط عدد الممرضين في جميع أنحاء البلاد 1.5 ممرض لكل ألف شخص، بينما يبلغ المتوسط العالمي 3 ممرضين لكل ألف مريض.
وقد أدت الأجور المنخفضة للغاية وظروف العمل الصعبة إلى تقليل الطلب على هذه الوظيفة، وواجه النظام الطبي في إيران وضعًا معقدًا.
ولم تقتصر احتجاجات نظام التمريض والطواقم الطبية بشكل عام في إيران على الإضرابات الأخيرة، بل إنها بدأت منذ شهر يوليو (تموز) من هذا العام أيضًا.
وأعلن فريدون مرادي، عضو المجلس الأعلى لقطاع التمريض، في وقت سابق من هذا الشهر، أن ما بين 150 و200 ممرض يهاجرون من البلاد شهريًا.