أشار مايك تيرنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، في رسالة إلى الرئيس جو بايدن، إلى أن رد إدارته على تهديدات طهران "غير كافٍ بشكل خطير"، وطالب حكومة الولايات المتحدة "بإجراء فوري وحاسم" ضد محاولات النظام الإيراني للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأشار مايك تيرنر إلى تورط إيران في حملة منظمة، لتعريض صحة العملية الانتخابية الديمقراطية في الولايات المتحدة للخطر، وكتب في رسالته إلى بايدن: "علاوة على ذلك، كان العديد من الأشخاص المرتبطين بالنظام الإيراني متورطين في مؤامرات لتنفيذ اغتيالات سياسية ضد الرئيس السابق ترامب وأعضاء إدارته على الأراضي الأميركية، خلال الأشهر القليلة الماضية".
وقد حذر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، في رسالته، من أن عدم مواجهة النظام الإيراني بشكل حاسم لا يضعف أمن النظام الانتخابي الأميركي فحسب، بل يشجع أيضًا الجهات المعادية الأخرى، التي قد ترغب في استغلال هذا الضعف.
ونُشرت رسالة تيرنر، بعد أيام قليلة من إعلان مجتمع الاستخبارات الأميركي أنه شهد أنشطة "عدوانية متزايدة" لإيران خلال فترة انتخابات 2024، وتشمل هذه الأنشطة عمليات التسلل التي تستهدف الجمهور الأميركي والحملات الرئاسية.
وكان مجتمع الاستخبارات الأميركي قد حذر في وقت سابق من أن إيران تحاول بنشاط التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وقال مجتمع الاستخبارات إن إيران لديها مصلحة طويلة الأمد في استغلال التوترات الاجتماعية من خلال أساليب مختلفة، بما في ذلك استخدام العمليات السيبرانية للوصول إلى المعلومات الحساسة المتعلقة بالانتخابات الأميركية.
وأكدت الاستخبارات الأميركية أيضًا أن إيران وروسيا استخدمتا تكتيكات مماثلة، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا في دول أخرى خلال الانتخابات.
ولأول مرة، أعلن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، خلال بيان، في 30 يوليو (تموز) الماضي، أن "طهران تحاول التأثير على الانتخابات الرئاسية، ربما لأن قادة النظام الإيراني يريدون النتيجة التي يعتقدون أنها ستمنع زيادة التوترات مع الولايات المتحدة".
هذا وأعلنت شركة غوغل، الأربعاء 14 أغسطس (آب)، في تقرير، أن قراصنة تابعين لإيران يواصلون اختراق حسابات المستخدمين المقربين من الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، وكذلك الرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب.
وذكر هذا التقرير أن مجموعة APT-42 استهدفت ما يقرب من 12 شخصًا على صلة بكل من جو بايدن ودونالد ترامب، بمن في ذلك هؤلاء الموجودون في الحكومة أو الناشطون في الحملات الانتخابية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وكان تقرير "غوغل" هو الأول الذي يؤكد رسميًا أن إيران استهدفت إدارة بايدن- هاريس ومقر حملتهما.
وأعلنت شركة "مايكروسوفت" أيضًا، أن مسؤولًا رفيع المستوى في أحد مقار الانتخابات كان هدفًا لهجوم التصيد الاحتيالي.
وسبق أن ناقش باحثو "مايكروسوفت"، في تقرير مفصل، أنشطة الإنترنت التي يقوم بها عملاء النظام الإيراني في أميركا؛ بهدف تكثيف التوترات السياسية والاجتماعية.
كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في 12 أغسطس الجاري، أن إيران أصبحت التهديد الأجنبي الأكثر عدوانية للانتخابات الأميركية، وتحاول بنشاط تقويض حملة ترامب.
وفقًا لهذا التقرير، أدى اختراق وثائق حملة ترامب إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بعد أسابيع فقط من اعتقاد المسؤولين الأميركيين أن روسيا تمثل تهديدًا أجنبيًا أكبر للانتخابات الأميركية المقبلة.
وأضافت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسؤولي المخابرات الأميركية أخبروا الصحافيين في يوليو الماضي، أثناء مؤتمر صحافي نادر حول التهديدات الأجنبية للانتخابات الرئاسية في البلاد، أن روسيا، كما كان الحال في الماضي، كانت "التهديد الرئيس" في هذا الصدد.