تناولت صحيفة "شرق"، في تقرير لها، كيفية مقتل الشاب محمد ميرموسوي، أثناء احتجازه لدى الشرطة الإيرانية، ونقلت عن مصادر محلية أن عناصر الشرطة وجهوا له "ألفاظًا نابية"، وأن هناك آثار طلقات رصاص على ظهره، بعد تعرضه للتنكيل والتعذيب.
وقال مصدر آخر إنهم ربطوه على عمود، وضربوه بكابل وحديد وقضيب وهراوة؛ مما أدى إلى مقتله.
وفي مقابلة مع صحيفة "شرق"، وصف أحد زملاء "مير موسوي" بأنه شخص ذو أخلاق ومهذب وحسن الخلق ومبهج ولا يحب الشجار، وقال إنه تم نقله إلى مركز شرطة ناصر كياده لاهيجان وقتله هناك.
وأضاف أنه سمع من الأهالي أن طرف خلاف ميرموسوي يتبع أحد التنظيمات، ولهذا السبب بدأ الخلاف.
يذكر أن محمد ميرموسوي، شاب يبلغ من العمر 36 عامًا من قرية سيد محلة في ناحية رودبه بمدينة لاهيجان، اعتقل أثناء نزاع محلي بواسطة عناصر الوحدة الخاصة التابعة لقيادة شرطة هذه المدينة وتوفي نتيجة التعذيب أثناء الاعتقال.
بعد مقتل "مير موسوي" في حجز الشرطة.. ماذا يحدث في مراكز الاعتقال الإيرانية؟
وتحدث أحد جيران ميرموسوي لصحيفة "شرق"، عن تفاصيل هذه الحادثة، قائلاً: "إن عناصر الشرطة تحدثوا معه بشكل سيئ وأهانوه. وأضاف بعض المواطنين أن سيد محمد الذي كان غاضبًا بسبب الشجار هو الذي وجّه ألفاظاً بذيئة لعناصر الشرطة. وعندما رأى عناصر الشرطة أن الأجواء أصبحت متوترة مرة أخرى، طلبوا إرسال تعزيزات".
وبحسب هذا المصدر المحلي، فإنه بعد وصول قوات جديدة ونقل ميرموسوي إلى مركز الشرطة، قامت عناصر الشرطة بضربه كما سُمع صوت طلقات نارية من مكان اعتقاله، وفي الفيديو الذي صدر من مغسلة الموتى كانت آثار طلقات الرصاص واضحة على ظهره أيضًا.
وقال مواطن آخر لصحيفة "شرق": "إن والديه متقاعدان من إحدى المؤسسات، ولذلك كان عليهما تسوية الأمر بطريقة ما، لكن مظلومية هذا الشاب وضرورة تحقيق العدالة له ما زالت قائمة".
وأضاف: "لقد ربطوا سيد محمد إلى شجرة، وأضرموا النار في سيارته؛ بسبب المشاجرة التي حدثت، وهذه السيارة مملوكة لوالده. ثم أخذوه إلى مركز الشرطة، وهناك قيدوه على كرسي أو عمود وضربوه بالكابلات والحديد والقضبان والهراوات، ومات نتيجة هذه الضربات".
ودوّنت "شرق" روايات أخرى عن مقتل مير موسوي بعد اعتقاله، قائلة"القضية الرئيسة هنا هي أنه لا يُسمح للشرطة تحت أي ظرف من الظروف بارتكاب أعمال عنف على هذا المستوى؛ العنف الذي أدى إلى مقتل مواطن".
وفي الوقت نفسه، أعلن المركز الإعلامي لقيادة الشرطة، إقالة قائد مركز الشرطة، ناصر كياده، وإيقاف خدمة العناصر المتورطين في جريمة قتل مير موسوي.
وفي 28 أغسطس (آب) الجاري، وبعد أنباء مقتل مير موسوي، أعلن القضاء الإيراني اعتقال خمسة من أفراد قوة الشرطة على خلفية مقتل شخص واحد، دون تسميته، في حجز شرطة لاهيجان.
وأثار نشر خبر وفاة ميرموسوي بحجز الشرطة، ردود فعل عديدة، خلال الأيام الماضية.
وأكد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن مقتل هذا الشاب، الذي توفي نتيجة التعذيب الشديد يذكّر بمقتل مواطنين معتقلين آخرين في إيران.
ويأتي استمرار تعذيب المواطنين في إيران، بينما تنص المادة 38 من دستور إيران، على حظر أي نوع من التعذيب لانتزاع اعترافات أو الحصول على معلومات.
ونظرًا لوجود هذه المادة في الدستور الإيراني، يرفض النظام الإيراني دائمًا الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.