نشرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، تقريرها النهائي، حول حادث سقوط المروحية، التي كانت تقل الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، ومرافقيه، وكشف التقرير أن "الظروف المناخية والجوية المعقدة في فصل الربيع" كانت السبب الرئيس وراء الكارثة، مستبعدة وجود عمل تخريبي.
ونُشر هذا التقرير، مساء الأحد 1 سبتمبر (أيلول)، وأكد أن لجنة الخبراء العليا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ترى أن الظروف الجوية تسببت في "ظهور كتلة من الضباب الكثيف والمتصاعد بشكل مفاجئ" مما أدى إلى اصطدام المروحية بالجبل.
وقد تحطمت المروحية التي كانت تقل "رئيسي" وعددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين، في 19 مايو (أيار) الماضي، بمنطقة ورزقان الجبلية في محافظة أذربيجان الشرقية، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، باعتبارها الهيئة المسؤولة عن التعامل مع قضية تحطم مروحية "رئيسي"، قد نشرت تقريرها الأول في 23 مايو الماضي.
وبعد نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر من الحادث، نشرت الهيئة العسكرية "التقرير النهائي"، حول الحادث، مؤكدة أن الأبعاد الفنية والهندسية والإلكترونية وظروف الملاحة الجوية للمروحية، التي سقطت، "تمت دراستها بعناية"، ولخصت النتيجة في 11 فقرة.
وأضاف هذا التقرير أن صيانة وإصلاح المروحية منذ شرائها واستخدامها، خاصة خلال السنوات الأربع الماضية، وكذلك جميع مراحل تنفيذ مهمة نقل "رئيسي" إلى الأماكن المخصصة، تمت وفقاً لـ " المعايير المطلوبة".
وبحسب هذا التقرير، فد طارت المروحية من تبريز إلى سد "قيز قلعه سي"، ومن هناك إلى المصفاة، وتحركت طبقًا لـ "المسار المتوقع"، ولم تخرج عنه.
ومن بين النتائج الأخرى المعلنة في هذا التقرير عدم وجود "عيوب مؤثرة" في المحركات أو الأجزاء الأخرى المتبقية من المروحية، وعدم وجود "حالات مشبوهة في نتائج اختبارات السموم والباثولوجيا" للقتلى.
وقالت لجنة الخبراء بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: "تم فحص أجزاء وأنظمة المروحية، ولم تظهر أي علامات تخريب في الأجزاء والأنظمة".
واستبعدت الهيئة المكلفة بالتحقيق في أسباب سقوط مروحية رئيسي، في تقريرها الثاني بتاريخ 29 مايو الماضي، "وقوع انفجار ناجم عن أعمال تخريبية أثناء الرحلة وقبل لحظات من ارتطامها بسفوح الجبال".
وبحسب آخر تقرير لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، فإن احتمال استهداف المروحية بأنظمة هجومية ودفاعية، والحرب الإلكترونية وإنشاء مجال مغناطيسي وليزر في سقوط المروحية "مستبعد".
ومنذ تحطم مروحية "رئيسي" ومرافقيه، طرحت وسائل الإعلام التابعة للنظام والحرس الثوري الإيراني سيناريوهات مختلفة حول سبب الحادث، بل واشتبهت في أنه كان متعمدًا.
وفي أحدث مثال على ذلك الأمر، كتبت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير بتاريخ 21 أغسطس (آب) الماضي أن اثنين من "البروتوكولات الضرورية للأمن الرئاسي" لم يتم اتباعهما وقت وقوع الحادث.
ونقلت هذه الوكالة عن مصدر مطلع، لم يكشف عن اسمه، أنه بناءً على تقارير الطقس، تم إبلاغ فرق طيران "رئيسي" ومرافقيه بأن الرحلة يجب أن تتم قبل الساعة 13:00 بتوقيت طهران، لكن التأخير جعل الحالة الجوية غير مواتية.
وقال المصدر الأمني إن المروحية التي أقلت "رئيسي" كانت تحمل شخصين أكثر من العدد المسموح به وفقًا للبروتوكولات الأمنية، وهو ما أثر على رد فعل قائد الطائرة حيال الظروف الجوية غير المواتية.
وبعد ساعات، نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة "بشدة" هذا التقرير ووصفته بأنه "مشوه وفاقد للمصداقية".
وأضافت وكالة "فارس"، نقلاً عن مصدرها، أن نحو 30 ألف شخص "خضعوا لتحريات أمنية واستخباراتية بعد مقتل "رئيسي"، وأظهرت نتائج هذه التحريات استبعاد "أي عامل مشبوه" في هذا الحادث.
وأثارت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية، في عددها الصادر بتاريخ 23 مايو الماضي، التكهنات حول احتمال وجود "مؤامرة أجنبية" في مقتل "رئيسي"، وكتبت أن "إنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية واتصالات إسرائيلية على الجدار الحدودي لجمهورية أذربيجان يسلط الضوء على احتمال تورط إسرائيل في إسقاط مروحية رئيسي".
واعتبرت منظمة "تضامن الجمهوريين الإيرانيين"، في بيان لها، يوم 30 مايو الماضي أيضًا، رواية النظام الإيراني عن سقوط طائرة رئيسي أنها تتصف "بالغموض والتناقضات"، وأعلنت أنه "إذا تحطمت مروحية رئيسي بمؤامرة داخلية فإن خطر تكثيف العلاقات (المافيوية) للنظام الإيراني مثير للقلق".