ذكر موقع "حال وش" الحقوقي، أمس السبت 31 أغسطس (آب)، أن شركة "آرشين كوه"، التابعة لمنظمة الجو فضاء للحرس الثوري الإيراني، قامت بتجنيد مقاتلين أفغان من ميليشيا "فاطميون" (التابعة لفيلق القدس)، بالإضافة إلى جنود أفغان سابقين آخرين، ووظّفتهم عمالاً في هذه الشركة.
وتعمل شركة "آرشين كوه" في مجال إنتاج الجدران الخرسانية الجاهزة وبناء الطرق في مدينة برايس الواقعة في تشابهار، جنوب شرق إيران.
وأضاف "حال وش" أيضًا أنه بعد الكشف عن هذا الخبر، أمر كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني بنقل معظم هذه القوات من تشابهار إلى منطقة في نكور بالشاحنات.
وبحسب تقرير "حال وش" فإن المشرف على العاملين بالقوات الأفغانية، وهو أحد عناصر ميليشيا "فاطميون" يُدعى "حكمت" وقع عقدًا شهريًا بقيمة مليار تومان مع شركة "آرشين كوه" في مجال تصليح الآلات وصيانتها، مع ما لا يقل عن 20 عاملاً.
ووفقاً لهذا التقرير، فإن حكمت يربح أيضًا 60 مليون تومان في الليلة من خلال وجود ما لا يقل عن 50 عاملاً في القسم الخاص بصب الخرسانة للجدران.
ويأتي تقرير "حال وش" حول تجنيد ميليشيات "فاطميون" في "آرشين كوه"، بينما يواجه المواطنون البلوش الأصليون تمييزًا واضحًا في التوظيف وحجم الرواتب التي يتلقونها.
ونقل هذا التقرير عن مصدر مطلع قوله: "إن سائقي الآلات الثقيلة في هذه الشركة، وهم سكان مدن أخرى، يحصلون على 36 مليون تومان لكل 24 يوم عمل، لكن سائقي الآلات الثقيلة البلوش يحصلون على 24 مليون تومان مقابل 24 يوم عمل".
وأوضح التقرير أنه بالإضافة إلى الشيعة الأفغان، الذين تم تجنيدهم بشكل مباشر أو تحت مسميات مختلفة من قِبل ميليشيا "فاطميون" أو فروعها، تم تجنيد المهاجرين العسكريين الأفغان السُّنّة أيضًا من قِبل قوات "الباسيج"، من خلال حصولهم على بطاقة خاصة.
وتأتي إجراءات الحرس الثوري الإيراني بتجنيد ميليشيا "فاطميون" الأفغانية في وقت أعلنت فيه إيران حظر وجود المهاجرين الأفغان في محافظة بلوشستان، ويتم اعتقال العشرات من هؤلاء المهاجرين في هذه المحافظة، وترحيلهم من إيران يوميًا.
ويعد تجنيد ميليشيا "فاطميون" جزءًا من السياسات الأوسع لإيران بزيادة حضور ميليشيات الجماعات الوكيلة لها في المجالين الاقتصادي والتعليمي في إيران.
وكان رئيس جامعة طهران، محمد مقيمي، قد أعلن يوم الخميس 15 أغسطس الجاري، زيادة قبول عناصر الحشد الشعبي (القوات الموالية لإيران في العراق) بالجامعة، وقال إن هؤلاء الأشخاص لا يتلقون تدريبًا عسكريًا، بل يدرسون في مجال الإدارة.
وبخصوص "الزيادة المضاعفة" في قبول الطلاب الأجانب، وخاصة العراقيين، قال رئيس جامعة طهران إن عناصر الحشد الشعبي بينهم أبناء الأحياء والقتلى والجرحى من قوات "جبهة المقاومة".
ووصف مقيمي أعضاء الحشد الشعبي بأنهم أشخاص جديرون بسبب جهودهم في "تعزيز المثل الإسلامية"، وقال: "ليس لدينا تدريب عسكري. وفي هذه الجامعة نقدم لهم التدريب العلمي في مجالات الإدارة؛ حتى يتمكنوا من لعب دور في إدارة بلدهم".
وفي بداية شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، نُشرت تقارير رسمية عن «تعاون واتفاق» بين الحشد الشعبي وجامعة طهران لالتحاق قواته بالدراسة في هذه الجامعة.
وفي الوقت نفسه، كشف حسين موسوي بخاتي، مساعد رئيس الحشد الشعبي في شؤون التعليم، أنه قبل هذا الاتفاق، تم إيفاد ما لا يقل عن 95 عنصرًا من هذه المجموعة إلى الجامعات الإيرانية للدراسة، تحت إشراف أبو مهدي المهندس، أحد قادة الحشد الشعبي.