التقى مسؤول في وزارة خارجية إيران، السفير الروسي في طهران، وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن معارضة بلاده أي تغيير بشأن الحدود الدولية، في أعقاب تقارير عن "ترحيب" الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإطلاق ممر "زانغزور"، الذي تختلف إيران وجمهورية أذربيجان بشأنه.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في تقرير، يوم الاثنين 2 سبتمبر (أيلول)، أن مجتبى ديميرشي لو، مساعد وزير الخارجية الإيراني والمدير العام لشؤون أوراسيا، أعرب في اجتماع مع السفير الروسي في طهران، أليكسي ديدوف، عن دعمه "لإرساء السلام والاستقرار في القوقاز، ومعارضة تغيير الحدود المعترف بها دوليًا والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وضرورة الاهتمام بالمصالح والمخاوف المشروعة لجميع دول المنطقة".
وأضاف الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية أن ديميرشي لو أكد، خلال هذا اللقاء، "تنفيذ الخطط الاقتصادية مع مراعاة مصالح جميع الأطراف".
ولم يُذكر في هذا التقرير ما إذا كان السفير الروسي «استُدعي» لدى الخارجية الإيرانية، أم أنه «دُعي» للمفاوضات.
وفي الأيام الأخيرة، أعلن عدد من وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية، نقلاً عن المكتب الإعلامي التابع لرئاسة أذربيجان، أن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، والروسي فلاديمير بوتين، تبادلا في محادثة هاتفية وجهات النظر حول افتتاح ممر النقل (المعروف باسم زانغزور) بين المناطق الغربية من جمهورية أذربيجان وجمهورية نخجوان، ذات الحكم الذاتي.
وكان افتتاح ممر زانغزور أحد شروط وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في خريف عام 2020 بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا بوساطة روسيا.
وتعارض إيران بشدة فتح هذا الممر، وتصفه بأنه "انتهاك للحدود التقليدية بين إيران وأرمينيا".
وفي انتقاد لدعم روسيا لممر زانغزور، زعم عدد من وسائل الإعلام في إيران، أن ادعاء أذربيجان بأن إطلاقه كان جزءًا من اتفاق يتعلق بحرب ناغورنو كاراباخ مع أذربيجان "كاذب".
وكتب موقع "تابناك": "يمكن ربط التغير في موقف روسيا بشأن ممر زانغزور بتطورات الحرب الأوكرانية. والضغوط الدولية التي سببتها هذه الحرب جعلت من باكو حليفًا رئيسًا لموسكو".
وحذر هذا الموقع الإخباري الإيراني من أن تحول روسيا فيما يتعلق بممر زانغزور يمكن أن "يغيّر ميزان القوى في هذا الصدد على حساب إيران".
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال في لقائه نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، الذي حضر إلى طهران؛ للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، إن طهران "ترى أن طريق زانغزور يضر بأرمينيا وتستمر في التمسك بهذا الموقف".
وفي الوقت نفسه، نقلت الإذاعة العامة الأرمينية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها: "إن موقف موسكو بشأن إعادة فتح الاتصالات بين أذربيجان وأرمينيا واضح".
وأضافت: "نفترض أنه سيتم التوصل إلى الترتيبات ذات الصلة وتنفيذها باتفاق الطرفين وبشروط مقبولة لهما بما يرضي مصالح أذربيجان وأرمينيا وكذلك الدول المجاورة في المنطقة (روسيا وإيران وتركيا)".
وبحسب قول زاخاروفا: "عندما يتعلق الأمر بممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، فإن العمل الرئيس للاتصالات مع جمهورية أذربيجان وإيران يتم في ما يسمى بالاتجاه الغربي، من روسيا على طول بحر قزوين عبر أراضي أذربيجان ومِن ثمّ إلى إيران".
وفيما يتعلق بالتقارير، التي تتحدث عن قلق إيران في هذا الصدد، قالت أيضًا: "سنوضح لإيران أننا تقبل ذلك".
ويقول مراقبون سياسيون إنه في حالة بناء هذا الممر واستكماله، فإن الدور الاستراتيجي لإيران بالنسبة لعبور البضائع من جمهورية أذربيجان إلى مقاطعة نخجوان، ذات الحكم الذاتي، وتصدير البضائع الإيرانية إلى هذه المنطقة سوف يضعف إلى حد كبير، ومع مرور ممر زانغزور عبر أراضي أرمينيا، سوف تفقد إيران عمليًا ورقتها الرابحة للتأثير على التوتر والمنافسة في منطقة القوقاز.