استمرت السلطات الإيرانية في ممارسة ضغوطها لكسر إضراب الممرضين ووقف احتجاجاتهم، حيث أعلن محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار الممرضين، أنه في الأيام القليلة الماضية لم ترد أي أخبار عن اثنين من ممرضي مستشفى "قائم" في مشهد، ويبدو أنه تم القبض عليهما.
وفي مساء يوم الثلاثاء 3 سبتمبر (أيلول)، قال شريفي مقدم إنه منذ 3 أيام، لم يحضر الممرضان، أمين نادربور وعلي رضا زاهدي مقدم، من مستشفى قائم في مشهد، مناوبتهما ولا توجد معلومات عن حالتهما.
وقال إن الهواتف المحمولة لهذين الممرضين مغلقة أيضًا، ومن المحتمل أن يكون قد تم القبض عليهما.
وذكر موقع "امتداد" في تقريره عن احتجاجات الممرضين أنه في الشهر الماضي، ومع بدء جولة جديدة من هذه الاحتجاجات، واجه العديد من الناشطين في نقابة الممرضين إجراءات قسرية، بما في ذلك التهديد بالفصل أو الاعتقال لفترة قصيرة.
وأعلن الأمين العام لدار الممرضين متابعة اعتقال هذين الممرضين في مشهد، وقال: "جميع مطالب الممرضين مشروعة وقانونية ونقابية بالكامل، ومن الأفضل حلها بالحوار والتفاعل".
وأضاف: "بالتأكيد استخدام الأساليب الأخرى سيؤدي إلى هروب المزيد من الممرضين من المستشفيات".
وأعلن أحمد نجاتيان، رئيس منظمة نظام التمريض، في مقابلة يوم 2 سبتمبر (أيلول) أن متوسط الهجرة السنوية للممرضين قد تضاعف من 2021 إلى 2023، وقال إن هذا العدد في تزايد.
كما حذر عدد من الجمعيات والمؤسسات التمريضية في السنوات الماضية من الاتجاه المتزايد لهجرة الممرضين أو تغيير وظائفهم أو ترك دورة الخدمة.
وفي 27 أغسطس (آب)، قال شريفي مقدم إن ثلاثة آلاف ممرض وممرضة يهاجرون إلى جميع دول العالم تقريبًا كل عام.
ويشير مسؤولو المؤسسات والنقابات إلى انخفاض الأجور وعدم سداد المتأخرات وانعدام الاستقرار والأمن الوظيفي كأهم أسباب هجرة الممرضين واحتجاجاتهم المستمرة.
وبدأ الإضراب الواسع والجولة الجديدة من التجمعات الاحتجاجية للممرضين بمدن مختلفة من إيران في 5 أغسطس (آب) بعد وفاة الممرضة الشابة بروانه ماندني، نتيجة إرهاق العمل.
وسرعان ما امتدت هذه الاحتجاجات إلى العديد من مدن إيران، وتوقف الممرضون في أكثر من 40 مدينة ونحو 70 مستشفى عن العمل، ونظموا تجمعات احتجاجية.
وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، قال شريفي مقدم لـ"خبر أونلاين" إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ التمريض الحديث الممتد منذ 100 عام في إيران التي يحتج فيها الممرضون بطريقة "ترك العمل".
وأكد أنه "عندما يتوقف الممرض عن العمل، نشعر بالقلق الشديد. يعلم الممرضون أنه عندما يقومون بالإضراب، يتم تهديدهم بأننا سوف نقوم بطردهم، ويقولون حسناً، اطردونا. وهذا يعني أن الوضع وصل إلى نقطة أن الممرض لم يعد يخشى من أن يتم فضله إذا أضرب عن العمل".
وأدت الأجور المنخفضة للغاية، وظروف العمل الصعبة إلى تقليل الطلب على وظائف التمريض، وواجه النظام الطبي في إيران وضعًا معقدًا.
ولم تقتصر احتجاجات نظام التمريض والطاقم الطبي بشكل عام في إيران على الإضرابات الأخيرة، فقد احتج الممرضون أيضًا في يوليو (تموز) من هذا العام.