قالت الناشطة الإيرانية المحبوسة الحائزة على نوبل للسلام نرجس محمدي، في رسالة بعثتها من سجنها في إيران إلى مؤتمر "المرأة، الحياة، الحرية" بمؤسسة نوبل للسلام، إن "انتفاضة مهسا" كانت بمثابة نقلة نوعية في نضال الشعب الإيراني.
وانعقد مؤتمر نوبل للسلام السنوي تحت عنوان "المرأة، الحياة، الحرية" يوم الخميس 5 سبتمبر (أيلول) في العاصمة النرويجية أوسلو.
وقرأ أبناء نرجس محمدي رسالة والدتهم في هذا المؤتمر.
ووصفت محمدي، في رسالتها من سجن إيفين، "انتفاضة مهسا" التي انطلقت بعد مقتل الشابة مهسا جينا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة عام 2022، بأنها "قفزة في نضال الشعب الإيراني من أجل الديمقراطية والحرية"، وشددت على مواصلة نضال الشعب الإيراني.
وقالت محمدي إنه "في هذا النضال الصعب نجحنا في زيادة قوة المرأة".
كما أشارت إلى عملية إصدار أحكام الإعدام على النساء، وقالت إن نظام الجمهورية الإسلامية يعرض النساء للإعدام، لكنهن لا يخشين الإعدام.
وقال علي رحماني، نجل نرجس محمدي في الحفل، إن "مؤسسة نرجس محمدي" ستبدأ عملها قريبا.
وأضاف: "مؤسسة نرجس محمدي ستعمل في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة والبيئة ومجتمعات المثليين".
وفي إشارة إلى حضور نشطاء حقوق الإنسان من مختلف البلدان في هذا المؤتمر، قال رحماني: "آمل أن ننتصر في معركتنا، لأن الديمقراطية وحقوق الإنسان للجميع".
وأعلن أندرياس موتزفيلت كرافيك، نائب وزير الخارجية النرويجي، في مؤتمر "المرأة، الحياة، الحرية" بمؤسسة نوبل، أن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء وضع حقوق الإنسان في إيران، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة والناشطين بمجال حقوق الإنسان.
وأضاف: "الناشطون في مجال حقوق الإنسان مثل نرجس محمدي يلعبون دوراً مهماً في محاسبة الأنظمة".
وفي هذا المؤتمر قالت شيرين عبادي، وهي إيرانية أخرى فازت بجائزة نوبل للسلام، إن نرجس محمدي تواصل أنشطتها بشجاعة في السجن.
وفي كلمتها، أشارت عبادي أيضًا إلى أنشطة وسجن نسرين ستوده، المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان.
والغرض من عقد هذا المؤتمر هو مناقشة "تراجع حقوق المرأة وعواقبه على السلام"، وكذلك تقديم حلول يمكن أن تساعد في "تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم".
يذكر أن نرجس محمدي مسجونة الآن في عنبر النساء بسجن إيفين.
وتزايدت الضغوط على الناشطة الحقوقية بعد حصولها على جائزة نوبل، خاصة في الأسابيع الأخيرة.
وفي 23 أغسطس (آب)، حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن محمدي وغيرها من السجناء الذين تتعرض حياتهم للخطر، بحاجة إلى علاج طبي فوري، وأعلنت أن خبراء الأمم المتحدة أعربوا عن قلقهم من أن إيران تواصل حرمان المدافعين عن حقوق الإنسان من الحصول على الرعاية الصحية.
وحصلت محمدي على جائزة نوبل للسلام لعام 2023 في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وفي السنوات الماضية، تم اعتقالها ومحاكمتها وسجنها لمدة 6 سنوات تقريبًا بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان.
وتم اعتقال هذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان للمرة الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ومنذ ذلك الحين حكم عليها بالسجن لمدة إجمالية بلغت 13 سنة و3 أشهر في قضايا مختلفة.
ومن العقوبات الأخرى المفروضة عليها: 154 جلدة، و4 أشهر من كنس الشوارع وتنظيفها، وسنتين من منع مغادرة البلاد، وسنتين من منع استخدام الهواتف الذكية، وغرامتين ماليتين، والحرمان من الأنشطة الاجتماعية والسياسية، والنفي.