أفادت مجلة "نيوزويك" الأميركية، بأن الوفد الإيراني في الأمم المتحدة نفى، في بيان، إرسال أي صواريخ باليستية أو أسلحة أخرى إلى روسيا، وذلك بعد ساعات من نشر تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" تقارير حول إرسال طهران صواريخ باليستية إلى موسكو.
وأضاف البيان، الذي نشر مساء أمس الجمعة، 6 سبتمبر (أيلول)، بحسب "نيوزويك": "إن موقف إيران من النزاع في أوكرانيا لم يتغير، وتعتبر أن تقديم المساعدات العسكرية للأطراف المتحاربة التي تؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية وإبعاد الأطراف عن المفاوضات لوقف إطلاق النار غير إنساني".
وجاء نفي الوفد الإيراني بالأمم المتحدة، في الوقت الذي أسقطت فيه أوكرانيا مئات الطائرات المُسيّرة الإيرانية الصنع، وأعلنت توجيه اتهام ضد أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بارتكاب "جرائم حرب" ضد الشعب الأوكراني.
وفي الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الأميركية، في أول رد لها على خبر تسليم إيران الدفعة الأولى من الصواريخ الباليستية إلى روسيا، أن أي نقل من هذا القبيل للأسلحة الإيرانية يمثل تصعيدًا كبيرًا في دعم طهران لموسكو.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد ذكرت، يوم أمس الجمعة، نقلاً عن مسؤول أميركي، أنه على الرغم من تحذيرات الغرب، زودت إيران روسيا بشحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن الولايات المتحدة وأوروبا تعملان على فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران؛ ردًا على هذه الخطوة.
وكانت الدول الغربية قد حذرت إيران سابقًا من أن إرسال الصواريخ الباليستية إلى روسيا ستكون له عواقب خطيرة على طهران، وهددت مجموعة السبع بفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك منع شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" من مواصلة رحلاتها إلى المطارات الأوروبية.
وأكد مسؤول أميركي، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس، أن هذه الصواريخ تم تسليمها بالفعل إلى روسيا.
كما حذر مسؤول أوروبي رفيع المستوى من أن هذه الشحنة "ليست النهاية"، مشيرًا إلى أن إيران ستواصل تصدير الأسلحة إلى روسيا.
وكانت إيران، التي تعتبر حليفًا رئيسًا لموسكو، قد أرسلت في السابق طائرات مُسيّرة انتحارية من طراز شاهد 131 وشاهد 136 إلى روسيا لاستخدامها خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
ومع ذلك، نفى وفد إيران في الأمم المتحدة، هذه التقارير، في بيان، قائلاً: "لم تقدم إيران أي أسلحة لأي من أطراف النزاع في أوكرانيا، ودعت الدول الأخرى إلى وقف هذا الأمر".
من جهة أخرى، أكدت "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها منذ أيام بإرسال الدفعة الأولى من الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة المدى إلى روسيا.
وأشار المسؤولون الغربيون إلى أن الشحنة تحتوي على أكثر من 200 صاروخ باليستي قصير المدى.
وتمتلك إيران أنواعًا مختلفة من هذه الصواريخ، يصل مداها إلى نحو 800 كيلو متر.
أوضحت الصحيفة الأميركية إلى أن العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو تتم بشكل مباشر تحت إشراف المرشد الإيراني، علي خامنئي، والحرس الثوري الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا والولايات المتحدة تعملان على فرض عقوبات جديدة على طهران؛ ردًا على إرسال الصواريخ إلى روسيا.
وأضافت أن الإجراءات التمهيدية لهذه العقوبات قد تم اتخاذها خلال الصيف.
ووفقًا للصحيفة، فإن الدول الأوروبية قد تمنع شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" من الذهاب إلى المطارات الأوروبية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية المتبقية بين طهران وأوروبا.
كما ستستهدف العقوبات مجموعة من الشركات والأفراد المرتبطين بنقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا، بما في ذلك شركات النقل.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، قد أكد في سبتمبر من العام الماضي، تعزيز العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو.
وذكرت صحيفة "ميركور" الألمانية في 28 مايو (أيار) الماضي أن روسيا استخدمت لأول مرة في حرب أوكرانيا قنابل موجهة حديثة من طراز قائم-5 صُنعت في إيران.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المسؤولين الأوروبيين حذروا سابقًا من أن إرسال الصواريخ الباليستية إلى روسيا هو خط أحمر، وقد يؤدي إلى إعادة فرض بعض العقوبات التي رُفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي.
وأضافت الصحيفة أن الدول الأوروبية كانت أكثر حذرًا خلال الأسابيع الأخيرة، في التعامل مع إيران.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، الأسبوع الماضي، إنه باستثناء العقوبات الجديدة ضد الخطوط الجوية الإيرانية، لن يتم قطع العلاقات الاقتصادية أو المصرفية الأخرى مع إيران.