كشفت نتائج الاستبيان الوطني الرابع، الذي أُجري بإشراف وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، حول القيم والمواقف لدى الإيرانيين، أن 92 بالمائة من الشعب غير راضين عن الوضع الحالي في إيران، وأكد نحو ثلث المشاركين أن "الوضع في البلاد غير قابل للإصلاح".
وكان مكتب المشاريع الوطنية التابع لمركز أبحاث الثقافة والفنون والاتصالات، التابع لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، قد أجرى هذا الاستبيان في نوفمبر (تشرين الأول) 2023، وشمل 15878 شخصًا فوق سن 51 عامًا من الأسر الحضرية والريفية في 15 محافظة.
وتناول الاستبيان موضوع الحجاب؛ حيث كانت قضية "عدم ارتداء الحجاب" في الاستبيان السابق تُعتبر مشكلة ثانوية، ولكن في المرة الرابعة من هذا الاستبيان، ارتفعت نسبة اعتبار الحجاب أهم مشكلة إلى 11.9 بالمائة.
كما تناول أيضًا مسألة "الشعور بالأمان بين المواطنين"، حيث أفاد 54.8 بالمائة من المشاركين بأنهم لا يشعرون بأن ممتلكاتهم في مأمن.
وفي هذا السياق، أظهرت النتائج أن 14 بالمائة من النساء يشعرن بأمان قليل جدًا في الأماكن العامة، و21.5 بالمائة يشعرن بأمان قليل، و10.6 بالمائة يشعرن بأمان نسبي.
كما أظهرت نتائج الموجة الرابعة من الاستبيان الوطني أن 40.1 بالمائة من المشاركين في محافظة أذربيجان الغربية و37.9 بالمائة في محافظة كردستان يعتقدون أن الوضع في البلاد غير قابل للإصلاح.
ولم تُنشر النتائج الكاملة بعد، ولكن بعض الباحثين حصلوا على أجزاء منها وبدأوا بنشرها تدريجيًا.
وكشفت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير نشرته، اليوم الأحد 8 سبتمبر (أيلول)، عن أجزاء من الاستبيان، مشيرة إلى أنه ردًا على سؤال يقول: "ما هي أهم مشكلة تواجه البلاد حاليًا في رأيك؟" جاءت إجابات المشاركين أن التضخم وارتفاع الأسعار يأتي في صدارة المشكلات بنسبة 81.9 بالمائة، والبطالة 47.9 بالمائة، والإدمان 26.9 بالمائة، والفساد الاقتصادي والإداري 13.1 بالمائة، ومشكلة الإسكان بالمائة، والحجاب 11.9 بالمائة.
وذكرت صحيفة "هم ميهن" أن "الحجاب أصبح سادس أهم قضية في البلاد"، مشيرة إلى أن "مقتل مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق واحتجاجات عام 2022 قد غيّرت نظرة المجتمع لقضية الحجاب".
أما بقية المشاكل المهمة في نظر المشاركين فكانت: زواج الشباب بنسبة 10.7 بالمائة، والطلاق 7.1 بالمائة، ونقص المياه 5.7 بالمائة، وعدم احترام القانون 4.7 بالمائة، وتقييد حرية التعبير والصحافة 4.2 بالمائة.
وفيما يخص "رضا المواطنين عن الوضع الحالي للبلاد"، أظهرت النتائج أن 61.6 بالمائة من المشاركين يرون أن "الوضع الحالي يجب تحسينه من خلال إصلاحات"، بينما يعتقد 30.2 بالمائة أن "الوضع غير قابل للإصلاح"، و8.2 بالمائة فقط يرون أن "الوضع الحالي جيد ويمكن الدفاع عنه".
وقبل أقل من عام من هذا الاستبيان، أجرت مؤسسة "كُمان" استطلاعًا للرأي شمل 158,000 شخص داخل إيران، وأظهر أن 81 بالمائة من المشاركين يرغبون في إنهاء حكم الجمهورية الإسلامية.
كما كشف مركز استطلاعات الرأي الطلابي الإيراني (إيسبا)، التابع لمؤسسة الجهاد الجامعي، قبل ذلك بعام، وتحديدًا في أغسطس (آب) 2021، أن نحو 59 بالمائة من المواطنين ليس لديهم أمل في تحسن الوضع في المستقبل.
وفي تصريح لصحيفة "هم ميهن"، قال عالم الاجتماع، متين رمضانخاه: "إنه إذا جمعنا المجموعتين الأولى والثانية، يمكن القول إن أكثر من 90 بالمائة من الناس غير راضين عن الوضع الحالي، و8 بالمائة فقط راضون".
أما الباحثة الاجتماعية سيمين كاظمي فأشارت إلى أن هذا اليأس من إمكانية إصلاح الوضع في البلاد كان واضحًا عندما لم يشارك 60 بالمائة من الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وأضافت: "إذا لم تستغل الحكومة الجديدة الفرصة المتاحة، فإن زيادة الاستياء والإحباط قد تؤدي إلى أزمات سياسية واجتماعية أكبر من سابقاتها".
وفي أوائل إبريل (نيسان) من العام الماضي، كشف الناشط الإصلاحي، عباس عبدي، عن تفاصيل استطلاع رأي أجراه النظام الإيراني في شتاء 2022 حول الحجاب الإجباري؛ حيث أظهر الاستطلاع أن نحو 90 بالمائة من المشاركين يعارضون "ضرورة فرض الحجاب قانونيًا على النساء".