أعلن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، أن أكثر من 4 آلاف شخص يموتون سنويًا في إيران، بعد إقدامهم على الانتحار.
وأكد في منشور له، يوم الأحد 8 سبتمبر (أيلول)، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، الذي يصادف العاشر من الشهر الجاري، أن الانتحار يؤدي إلى "أضرار جسيمة وآثار سلبية لا تقتصر على الضحايا وأسرهم، بل تمتد إلى المجتمع ككل".
ولم يوضح المتحدث باسم الشرطة الإيرانية بدقة المقصود بالأشخاص، الذين يتعرضون لهذه الأضرار الجسيمة نتيجة الانتحار.
لكن يبدو أن قصده هو 40 إلى 80 ألف محاولة انتحار فاشلة سنويًا، والتي تؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية.
وأكد سعيد منتظر المهدي، في منشوره، أن 80 بالمائة من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار "قد تحدثوا عن نيتهم الإقدام على هذا الفعل من قبل".
وعن علاج أسباب هذه الظاهرة، أوضح أنه يجب أولاً توسيع "خطوط هاتف الطوارئ" و"نشر مراكز الصحة النفسية في جميع أنحاء البلاد"، وفي المرحلة الثالثة، يجب أخذ أي تفكير أو حديث يعبر عن الرغبة في الانتحار، خصوصًا لدى الشباب والمراهقين، بجدية.
ودعا المتحدث باسم الشرطة إلى ضرورة أن تأخذ المدارس والجامعات ووسائل الإعلام مسألة تعزيز "مهارات الذكاء العاطفي" بين المتعلمين والجمهور بجدية.
وذكرت قيادة الشرطة الإيرانية، العام الماضي، أنه وفقًا لتقرير مؤشرات العدالة الاجتماعية، تم تسجيل أكثر من 40 ألف حالة وفاة بسبب الانتحار خلال 10 سنوات.
وبحسب هذا التقرير، فإن 4183 شخصًا تقريبًا فقدوا حياتهم سنويًا في إيران، بسبب الانتحار، خلال السنوات من 2016 إلى 2020.
وكانت صحيفة "اعتماد" الإيرانية، قد نشرت تقريرًا، في أواخر يوليو (تموز) من العام الماضي، يشير إلى "تفاوت ملحوظ" بين الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهات الحكومية.
وبحسب هذا التقرير، فإن الإحصاءات الصادرة عن الطب الشرعي بخصوص حالات "الانتحار" المؤدية للوفاة في عامي 2018 و2019 كانت أعلى بنسبة 20 بالمائة من بيانات الشرطة.
وأكدت الصحيفة نفسها في تقرير آخر عن حالات انتحار العمال في عام 2022، أن 23 عاملاً انتحروا خلال 283 يومًا؛ بسبب الفقر وتأخر الرواتب أو الفصل من العمل.
ووفقًا لهذا التقرير، فقد أقدم عامل على الانتحار كل 12 يومًا منذ بداية العام 2022 حتى الثامن من ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.
وقال نائب رئيس الجمعية العلمية الإيرانية للوقاية من الانتحار، حميد بيروي، إن المتوسط العالمي للانتحار يتجه نحو الانخفاض، ولكننا شهدنا زيادة هذه الظاهرة في إيران، خلال السنوات الأخيرة.
وكانت الجمعية الإيرانية لعلم الاجتماع، قد عقدت اجتماعًا في سبتمبر 2022، أعلنت فيه أن معدل الانتحار في إيران قد ارتفع بنسبة 44 بالمائة خلال العقدين الماضيين.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أكبر علي وردي نيا، أنه وفقًا للإحصاءات، فإن متوسط عدد حالات الانتحار اليومية في إيران بلغ 15 حالة في عامي 2020 و2021.
وأكد أيضًا دور الظروف المعيشية في زيادة حالات الانتحار في إيران.
كما أفاد موقع "تجارت نيوز" الإيراني، في منتصف مايو (أيار) من هذا العام، بأن طبيبًا ينتحر في إيران كل 10 أيام، مرجعًا ذلك بشكل أساسي إلى "المشاكل المعيشية وسوء المعاملة من قبل رؤساء المستشفيات".
وأكد الخبراء أن تزايد الظلم والفقر والفساد والقمع والإحباط في إيران قد جعل الصحة النفسية للمجتمع في خطر كبير.
ووفقًا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 800 ألف شخص يموتون سنويًا حول العالم بسبب الانتحار، مما يجعل الانتحار واحدًا من الأسباب الرئيسة للوفاة عالميًا.