قال الوفد الأميركي في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان له حول البرنامج النووي الإيراني، إن طهران تواصل "السير في الاتجاه الخاطئ" بدلاً من الرد على مخاوف المجتمع الدولي.
وأكد البيان أن إيران تواصل توسيع برنامجها النووي، حيث قامت بتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي ليس له أي مبرر مقبول للاستخدام السلمي.
وأضاف: "في الواقع، فإن إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بنسبة 60% يتناقض مع سلوك الدول الأخرى غير النووية الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)".
ووفقًا لأحدث التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي اطلعت عليها وكالة "رويترز" في 29 أغسطس (آب)، تواصل إيران برنامجها لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة النووية.
وشددت هذه التقارير على أنه رغم جميع المخاوف فإن إيران زادت من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية.
وتقول الدول الغربية إن تخصيب اليورانيوم بهذه النسب العالية لا يحمل أي مبرر مدني.
كما أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في اجتماع مجلس المحافظين للوكالة يوم الاثنين 9 سبتمبر (أيلول)، أن احتياطيات اليورانيوم المخصب لإيران لا يزال في ازدياد حتى مستوى 20٪ و60%، وأن الوكالة لديها معلومات كافية عن إنتاج أجهزة الطرد المركزي ومخزونها في إيران.
وأضاف غروسي أن طهران زادت أيضًا من عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب سداسي فلوريد اليورانيوم "UF6".
ووفقًا لتقرير غروسي، فقد فقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدرتها على متابعة إنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي والدوارات والحواجز، والماء الثقيل، ومركزات خام اليورانيوم في إيران.
وتوقفت طهران عن تنفيذ التزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات ونصف، بما في ذلك تنفيذ البروتوكول الإضافي بشكل مؤقت.
وبالإشارة إلى الموضوع نفسه، أكد الوفد الأميركي في مجلس المحافظين في بيانه أنه بدلا من تقديم المزيد من الشفافية، أوقفت طهران تنفيذ البروتوكول الإضافي، وقطعت معرفة الوكالة المستمرة بإنتاج أجزاء أجهزة الطرد المركزي.
وأضاف البيان: "كما أعلنا بوضوح، يجب على إيران تنفيذ التزاماتها القانونية المتعلقة بالضمانات بشكل كامل دون مزيد من التأخير، وتقديم الشفافية الكاملة بشأن أنشطتها المتعلقة بتخصيب أجهزة الطرد المركزي للوكالة".
ووافق مجلس المحافظين في 5 يونيو (حزيران) على قرار اقترحته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، حول البرنامج النووي الإيراني، ودعا طهران إلى تحسين التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإلغاء حظر دخول "المفتشين ذوي الخبرة" للوكالة.
وألغت إيران في 17 سبتمبر (أيلول) 2023، تصاريح عمل مجموعة من مفتشي الوكالة في إيران.
وقال غروسي في كلمته يوم الاثنين، إنه لم يتحقق أي تقدم في حل القضايا المتبقية المتعلقة بضمانات معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) مع إيران، إلا أن طهران تدعي أنها أعلنت عن جميع المواد والأنشطة والمواقع النووية وفقًا لاتفاق الضمانات.
ومع ذلك، فإن هذا الادعاء لا يتفق مع نتائج الوكالة، التي كشفت عن وجود جزيئات يورانيوم من صنع الإنسان في مواقع غير معلنة في إيران.
وشدد غروسي على أن الوكالة بحاجة إلى معرفة الموقع الحالي للمواد النووية أو المعدات الملوثة ذات الصلة.
ونشر ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأحد 8 سبتمبر (أيلول)، مذكرة توضيحية، وصف فيها وثائق هيئة المراقبة التابعة للأمم المتحدة حول المنشآت والأنشطة النووية غير المعلنة لطهران بأنها "مزيفة وباطلة"، وأعلن أن إيران ليست ملزمة بالرد على أسئلة الوكالة بناءً على هذه الوثائق.
كما وصفت المذكرة قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب بأنه "مثير للدهشة للغاية"، وشددت على أنه "لا توجد حدود لمستويات وكميات التخصيب المنصوص عليها في اتفاقية الضمانات الشاملة".
وفي وقت سابق من شهر يونيو (حزيران) هذا العام، قرأ ممثل إيران في فيينا تقرير غروسي بشأن الفشل في حل أوجه الغموض المتعلقة باكتشاف جزيئات اليورانيوم ذات الأصل البشري في تورقوز آباد، "استنادا إلى معلومات وأدلة غير موثوقة" وقال إن "تورقوز آباد" هو "مستودع نفايات صناعية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول من أشار في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، إلى موقع "تورقوز آباد"، جنوب غرب طهران، بوصفه "مستودعًا سريًا للمواد والمعدات النووية."
وفي السنوات الأخيرة، أشار المسؤولون الإيرانيون مرارًا إلى قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي، وتحدثوا مؤخرًا عن تغيير عقيدة طهران النووية.
وأكد الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، في فبراير (شباط) 2024 ضمناً حصول إيران على القدرة على تصنيع قنبلة نووية، قائلًا: "لدينا جميع حدود المعرفة والتكنولوجيا النووية".