استدعت وزارة الخارجية الفرنسية القائم بالأعمال الإيراني في باريس؛ احتجاجًا على تسليم الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المصنعة في إيران إلى روسيا.
وأفاد مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة 13 سبتمبر (أيلول)، بأن فرنسا كررت خلال الاستدعاء إدانتها لنقل الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا.
وأعلنت بريطانيا وهولندا الأسبوع الماضي، أنهما استدعتا القائم بالأعمال الإيراني في لندن وسفير طهران في هولندا؛ احتجاجًا على إرسال الصواريخ الباليستية من إيران إلى روسيا.
وأفادت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، يوم الثلاثاء الماضي، بأنها ستفرض عقوبات جديدة على أفراد ومؤسسات وكيانات في إيران، بما في ذلك شركة الطيران الإيرانية "إيران إير"، ردًا على هذا الإجراء.
وكانت شركة "إيران إير" قد تعرضت سابقًا للعقوبات من قِبل الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
وبعد إعلان العقوبات الجديدة، صرحت الشركة الإيرانية بأنها لم تتلقَ أي إشعار جديد حول القيود على أنشطتها.
ومع ذلك، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن الولايات المتحدة أكدت أن هذا الإجراء قد تكون له "عواقب خطيرة جدًا" على الجمهورية الإسلامية.
وقد فرضت بريطانيا عقوبات على الأفراد والكيانات الإيرانية المتورطة في إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ، يوم الثلاثاء الماضي، وكذلك على السفن الروسية التي يُعتقد أنها تشارك في نقل هذه الصواريخ من إيران إلى روسيا.
وصرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الأربعاء الماضي، بأن حلفاء كييف أبلغوا أوكرانيا بشأن تسليم الصواريخ الإيرانية إلى روسيا، لكنه أضاف: "لم يتم تأكيد أي استخدام لهذه الصواريخ حتى الآن".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أشار ضمنًا إلى أن الجمهورية الإسلامية قادرة على تصنيع "أسلحة معقدة" رغم فرض العقوبات الدولية، وذلك ردًا فعل على التقارير حول بيع الصواريخ الإيرانية إلى روسيا.
وكتب عراقجي، على حسابه في منصة "إكس": "يجب على مدمني العقوبات أن يسألوا أنفسهم: كيف يمكن لإيران أن تصنع أسلحة معقدة وتبيعها وفقًا لادعاءاتكم؟".
وأضاف: "إن العقوبات ليست حلاً، بل جزء من المشكلة".
وفي السنوات الأخيرة، فرضت الدول الغربية، خاصة بعد دعم الجمهورية الإسلامية لروسيا في الحرب الأوكرانية، عقوبات واسعة ضد البرنامج الصاروخي والطائرات بدون طيار الإيرانية.
وأفادت شبكة "CNN" الإخبارية الأميركية، يوم أمس الخميس، بأنه بناءً على صور الأقمار الصناعية، التي أعدتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" فإن سفينة شحن روسية، يُشتبه في أنها تحمل صواريخ باليستية إيرانية لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، شوهدت قبل أسبوع في أحد الموانئ الروسية في بحر قزوين.
والتُقطت هذه الصور في الرابع من سبتمبر الجاري في ميناء أوليا بمدينة أستراخان بروسيا.
وتشير بيانات تتبع السفينة إلى أنها كانت قد رست آخر مرة في ميناء أميرآباد الإيراني، ثم أوقفت نظام تتبعها بعد ذلك.
وقد تعززت العلاقة العسكرية بين إيران وروسيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وقدمت إيران آلاف الطائرات الهجومية "شاهد" إلى روسيا، وبحسب المسؤولين الأميركيين، فقد أقامت طهران أيضًا مصنعًا للطائرات بدون طيار في موسكو.