دعا سياسيون إيرانيون ومعارضون بارزون، ومنهم حامد إسماعيليون، وشيرين عبادي، وعبدالله مهتدي، الإيرانيين بداخل إيران، وجميع أنحاء العالم، إلى الانضمام للإضراب العام والمشاركة في الاحتجاجات يوم 15 سبتمبر (أيلول) الجاري، تضامنًا مع ضحايا النظام.
وذلك في إطار الدعوات المتزايدة لإحياء الذكرى الثانية لمقتل الشابة الإيرانية، مهسا جينا أميني، على يد سلطات النظام، واندلاع انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
ونشر حامد إسماعيليون، الناشط السياسي البارز، مقطع فيديو على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" قال فيه: "إن نضال الشعب الإيراني ضد الظلم، القهر، والتمييز والاستبداد يستمر بأشكال مختلفة داخل إيران".
وأضاف: "يمكننا من خلال المشاركة في المظاهرات، التجمعات والفعاليات التي ستقام في الأيام المقبلة بمناسبة الذكرى الثانية لقتل مهسا جينا أميني واندلاع انتفاضة المرأة، الحياة، الحرية، إعلان دعمنا للشعب الإيراني والتضامن معه".
وقامت الناشطة الإيرانية، شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بتوجيه دعوة إلى الشعب الإيراني للمشاركة في الإضراب العام، لإظهار التضامن مع العائلات التي تطالب بالعدالة، وتأكيد أنهم ليسوا وحدهم.
وذكرت عبادي، في منشور لها على "إنستغرام"، أن "النضالات والحركات الاجتماعية والمدنية، أوصلتنا إلى هذا اليوم، رغم التضحيات الباهظة". وتساءلت: "كيف يمكننا اليوم حماية هذا الإرث القيم الذي بدأ بشعار (جينا) ودخلنا به عصرًا جديدًا؟".
وأشارت عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، إلى دعوة الأحزاب المعارضة والمجتمع المدني في محافظة كردستان بشمال غرب إيران، للإضراب، وأضافت: "لقد أثبتت كردستان في الماضي قدرتها على تنظيم الإضرابات بقوة. والآن، حان الوقت لتنظيم إضراب عام في جميع أنحاء البلاد لحماية هذا الإرث المذهل".
ووصفت عبادي المشاركة في الإضراب العام بأنها وسيلة لمساندة الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن بغير حق.
وتحدثت عن الشابة الإيرانية مهسا جينا أميني، واصفة إياها بأن "حياتها كانت هدية، ووفاتها مأساة، وإرثها معجزة". وأكدت أن هذا الإرث القيم سُمِع صداه في جميع أنحاء العالم ويحتاج إلى الحماية.
وكانت مجموعات سياسية ومدنية ونقابية إيرانية مختلفة، قد دعت إلى تنظيم احتجاجات في مختلف أنحاء البلاد وخارجها، في سياق الذكرى الثانية للانتفاضة الثورية "المرأة، الحياة، الحرية"، التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني، على يد سلطات النظام.
كما دعا حزب "اللجنة الكردية" التابع للحزب الشيوعي العمالي الإيراني الشعب إلى المشاركة في الإضراب العام في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وفي رسالة صوتية تلقاها موقع "إيران إنترناشيونال"، أعلن أمجد أميني، والد مهسا، أن العائلة ترغب في إقامة مراسم لإحياء الذكرى الثانية لمقتل ابنتهم على يد النظام، مشيرًا إلى أن الجميع يرغب في زيارة قبرها، لكنه غير متأكد مما إذا كانت السلطات ستسمح بذلك.
وبالتوازي مع الاحتجاجات الخارجية، سيشارك الإيرانيون في الخارج بتنظيم تجمعات حول العالم، لإحياء ذكرى ضحايا حركة مهسا.
وأعلنت تسع جمعيات نقابية ومدنية بمناسبة الذكرى الثانية لثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، في بيان مشترك، أن "الصراع الحتمي بين غالبية الشعب والنظام كان مستمرًا منذ سنوات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية". وأضاف البيان: "نحن ندرك أنه ليس أمامنا خيار سوى مواصلة الثورة".
وفي مقطع فيديو نُشر على حسابها على إنستغرام، وجهت گوهر عشقي، والدة المدون المعارض المقتول في السجن ستار بهشتي، رسالة إلى السلطات الإيرانية قالت فيها: "أنتم لا شيء. نحن لا نخاف منكم".
وأفادت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن إيران، في تقرير أصدرته اليوم، أن النظام الإيراني شدد من قمعه لحقوق النساء والفتيات، تزامنًا مع الذكرى الثانية لتلك الاحتجاجات.
ورغم تراجع الاحتجاجات في الشوارع، فإن النساء والفتيات يواصلن مقاومة قمع النظام الإيراني.
الجدير بالذكر أنه تم اعتقال الشابة الإيرانية، مهسا جينا أميني، في 13 سبتمبر 2022 على يد ما يسمى "شرطة الأخلاق"، وتعرضت للضرب المبرح، وتوفيت بعد ثلاثة أيام متأثرة بجراحها في مستشفى كسري بطهران.
وأدى إعلان وفاتها إلى اندلاع احتجاجات واسعة؛ حيث انطلقت أكبر انتفاضة ثورية للشعب الإيراني ضد النظام، ووفقًا لمنظمات حقوقية، فقد قُتل أكثر من 550 متظاهرًا، وفقد المئات بصرهم، وأُعدم ما لا يقل عن 10 أشخاص.