تتواصل عمليات الاعتقال في إيران، خاصة في مدن إقليم كردستان، مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، عقب احتجازها من قِبل ما يُسمى "شرطة الأخلاق"، وذلك وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحقوقية.
وأفادت منظمتا "هنغاو" و"هرانا"، المعنيتان بحقوق الإنسان في إيران، يوم الجمعة 13 سبتمبر (أيلول)، بأن السلطات اعتقلت كلاً من المخرج السينمائي، رضا علائي، في مدينة "بانه" بمحافظة كردستان، غربي إيران، وزانيار افسري بمدينة مريوان في كردستان أيضًا، يوم الأربعاء الماضي.
كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الكردية أن ميلاد بيراني قد اعتُقل في اليوم نفسه بضواحي مدينة ديواندره بمحافظة كردستان أيضًا.
وفي الوقت نفسه، أعلنت أسرة مينا سلطاني، والدة إحدى ضحايا الاحتجاجات، والتي اعتُقلت يوم الأربعاء في "بانه"، أنها تلقت منها اتصالاً قصيرًا، بعد أيام من انقطاع أخبارها، أفادت فيه بأنها محتجزة في مدينة أرومية.
يُذكر أن شهريار محمدي، نجل سلطاني، قُتل خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، وقد انتشرت صورة له في بداية تلك الاحتجاجات الواسعة عام 2022 وهو جالس بجوار جثمان أحد أصدقائه، الذين قُتلوا قبل وفاته بليلة واحدة.
ويُصادف يوم 15 سبتمبر الذكرى الثانية لوفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي توفيت بعد احتجازها من قِبل "شرطة الأخلاق" في 13 سبتمبر 2022، بسبب ما وُصف بـ "الحجاب غير المناسب".
وقد أعلن والدها، أمجد أميني، نيته إقامة مراسم تذكارية لها في مقبرة آيچي بمدينة سقز. ومع ذلك، أفاد شهود عيان بأن مدينة سقز شهدت خلال اليومين الماضيين حضورًا أمنيًا مكثفًا، حيث نُصبت كاميرات مراقبة عديدة في مختلف مناطق المدينة، خصوصًا في الأماكن التي شهدت احتجاجات سابقة.
وفي تطور آخر، نشر موقع "هنغاو"، يوم السبت، صورًا تفيد بأن السلطات أطلقت مياه سد "جراغ ویس" في مجرى نهر سقز، مما قد يعيق أحد الطرق المؤدية إلى مقبرة آيچي، حيث تُدفن مهسا أميني.
يُذكر أنه في يوم الأربعين لوفاتها العام الماضي، لجأ الكثيرون إلى استخدام هذا المسار للوصول إلى قبر "أميني"، في ظل منع المواطنين من إحياء ذكراها.
هذا وقد بدأت الاعتقالات في البلاد عشية الذكرى الثانية لوفاة مهسا جينا أميني في 31 أغسطس (آب) الماضي.