أفادت تقارير عدة بتعزيز الإجراءات الأمنية في عدد من المدن الإيرانية، اليوم الأحد 15 سبتمبر (أيلول)، تزامنًا مع حلول الذكرى الثانية لمقتل الشابة الكردية، مهسا أميني، بعد احتجازها وتعذيبها على يد عناصر أمنية تابعة النظام، والتي اندلعت على إثرها انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
ووفقاً للتقارير، فقد تم فرض حصار حول عائلة أميني، وإطلاق تهديدات باعتقالهم والتنكيل بهم، كما أغلقت القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى مقبرة آيچي في سقز، حيث دُفنت مهسا.
وأكدت المعلومات الواردة إلى "إيران إنترناشيونال" أن عائلة مهسا أميني قد تلقت تهديدات بالاعتقال، إذا غادروا منزلهم لزيارة قبر ابنتهم إحياء لذكراها، التي تحل اليوم، كما تم فرض قيود أمنية على زيارة الأقارب لمنزل العائلة.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن السلطات الأمنية حذرت وسائل الإعلام من نشر أي تقارير حول "مهسا أميني" في الذكرى السنوية لوفاتها، كما تم تهديد الصحافيين بعدم الكتابة عن هذا الموضوع عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أوردت منظمتا "كردپا" و"هنغاو"، المعنيتان بحقوق الإنسان في إيران، أن القوات الأمنية تمركزت بالقرب من منزل عائلة أميني، وأن خمس مروحيات عسكرية كانت تحلق فوق مدينة سقز.
في رسالة صوتية بتاريخ 12 سبتمبر الجاري، قال أمجد أميني، والد مهسا، إنه يرغب في إقامة مراسم لإحياء الذكرى الثانية لوفاة ابنته، ولكنه لا يعلم ما إذا كانت السلطات ستسمح بذلك.
وتزامنًا مع هذه الأحداث، كتبت موركان افتخاري، والدة مهسا أميني، على "إنستغرام"، أن ابنتها وقعت ضحية "أولئك الذين لم يستطيعوا تحمل رؤية جمال ابنة وطنهم".
وإلى جانب ذلك، أظهرت تقارير أن القوات الأمنية أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مقبرة آيچي في سقز، كما تمركزت قوات الحرس الثوري بالقرب من موقع دفن مهسا أميني لمنع إقامة أي مراسم؛ إحياءً لذكراها.
ووفقًا لشهادات، فقد شهدت عدة مدن كردية، بما في ذلك كردستان وكرمانشاه وإيلام، انتشارًا مكثفًا للقوات الأمنية ووحدات مكافحة الشغب.
وأشارت تقارير منظمة حقوق الإنسان "كردپا"، أمس، إلى تصعيد الأوضاع الأمنية في المدن الكردية، حيث اتخذت السلطات إجراءات صارمة لمنع أي تجمعات في الذكرى الثانية لمقتل مهسا. وشملت هذه الإجراءات إقامة نقاط تفتيش، وزيادة عمليات المراقبة، واعتقال واستدعاء المشاركين في الاحتجاجات وعائلات الضحايا.
وأغلقت السلطات الإيرانية الطرق المؤدية إلى قبر مهسا عبر سد "چراغ ويس"، أمس الأول الجمعة، كما تم حجب بعض أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالنشطاء المدنيين والسياسيين في عدة مدن.
وقد بدأت موجة جديدة من القمع ضد النشطاء المدنيين والسياسيين في كردستان منذ 10 سبتمبر الجاري، حيث تم اعتقال واستدعاء العشرات.
وفي 12 سبتمبر، تم استدعاء 14 ناشطًا من نقابة المعلمين في كردستان للتحقيق في سنندج ومدن أخرى، كما تم اعتقال بعض أفراد عائلات ضحايا الانتفاضة الثورية في 2022، مثل مينا سلطاني، والدة الشهيد شهريار محمدي.
وخلال هذه الفترة، تم استدعاء العديد من الطلاب في ذكرى "ثورة مهسا"، وتم استجوابهم وتهديدهم بالاعتقال.