ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة وبريطانيا تشعران بقلق متزايد من أن روسيا تقوم بمشاركة معلومات وتكنولوجيا سرية مع طهران، قد تجعل إيران أقرب إلى تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وأفادت الوكالة، يوم السبت 14 سبتمبر (أيلول)، نقلاً عن مسؤولين غربيين، أن روسيا زادت تعاونها مع إيران في الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بحيازة الأسلحة النووية.
ووفقًا لتقرير "بلومبرغ"، فإنه بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى الولايات المتحدة، ناقش مسؤولو البلدين هذه التطورات في واشنطن هذا الأسبوع، واعتبروها مثيرة للقلق، ومؤشرًا على زيادة العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو.
ولم ترد وزارة الخارجية الروسية وممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن القومي الأميركي على طلب "بلومبرغ" للتعليق على هذا التقرير.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال في مؤتمر صحافي في لندن الأسبوع الماضي، في إشارة إلى تبادل التكنولوجيا النووية بين إيران وروسيا، إن موسكو تلقت شحنة من صواريخ "فتح-260" الباليستية الإيرانية.
كما أدان وزراء خارجية مجموعة السبع بشدة، يوم أمس السبت 14 سبتمبر، قيام إيران بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا.
وجاء في بيان وزراء خارجية مجموعة السبع: "يجب على إيران أن توقف فوراً كل دعمها للحرب غير الشرعية، التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا ونقل الصواريخ الباليستية".
وحذر وزراء خارجية مجموعة السبع من أن نقل الصواريخ والطائرات المُسيّرة وغيرها من التقنيات العسكرية من إيران إلى روسيا يشكل "تهديدًا مباشرًا لشعب أوكرانيا"، ويعرض أمن أوروبا والمجتمع الدولي للخطر.
وأدان جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، تصرفات إيران في توفير الصواريخ الباليستية لروسيا "بأقوى لهجة ممكنة"، وقال إن إيران يجب أن توقف على الفور أي دعم لروسيا في الحرب غير المقبولة ضد أوكرانيا.
من ناحية أخرى، اتهمت روسيا الدول الغربية بالتدخل في العلاقات الإيرانية- الروسية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، يوم أمس السبت، إن "موسكو تريد ألا تتدخل الولايات المتحدة في التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران".
وأضاف ريابكوف أن التعاون بين البلدين لا ينتهك أي التزامات دولية، وليس له تأثير سلبي على أمن أي دولة.
إمكانية التغيير في العقيدة النووية الإيرانية
يأتي تقرير "بلومبرغ" حول تقديم روسيا معلومات نووية سرية لإيران، فيما كرر كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، مواقفه الأخيرة، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعلن أنه في حال تهديدات "العدو"، فلن يكون أمام طهران خيار سوى تغيير "عقيدتها النووية".
وقال، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الحوار الإيراني العربي في طهران، 12 مايو (أيار) الماضي: "ليس لدينا أسلحة نووية، وهناك فتوى من المرشد بهذا الخصوص". لكن إذا هددك العدو فماذا تفعل؟ سيكون عليك تغيير عقيدتك".
وفي وقت سابق، من الشهر نفسه، قال خرازي، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، إن إيران لديها القدرة على إنتاج قنبلة نووية.
وكانت إيران، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسين لموسكو، قد أرسلت في السابق طائرات مُسيّرة انتحارية من نوع "شاهد 131" و"شاهد 136" إلى روسيا لاستخدامها خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في 6 سبتمبر (أيلول) الجاري، أنه على الرغم من التحذيرات الغربية، زوّدت إيران روسيا بشحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وبحسب مسؤولين استخباراتيين غربيين، فإن هذه الشحنة تحتوي على أكثر من 200 صاروخ باليستي.
من ناحية أخرى، أفاد موقع "بيزنس إنسايدر" الإخباري بأن الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، التي قدمتها إيران لروسيا مؤخرًا، ليست دقيقة، كما تدعي طهران.
وبحسب هذا التقرير الذي نشر يوم أمس السبت، فإن دقة الصواريخ الباليستية الإيرانية "موضع شك"، لكن هذه المسألة لن تؤثر على قرار روسيا باستخدامها ضد أوكرانيا.