احتلت آثار وانعكاسات زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى بغداد وعدد آخر من المدن العراقية، وكذلك أزمة المفاوضات مع الغرب، وجدل الدور الإيراني في دعم روسيا عسكريًا، المحاور الرئيسة لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد، 15 سبتمبر (أيلول) 2024.
وبينما وصفت صحف زيارة بزشكيان بالناجحة والتاريخية، رأت صحف أخرى أن الزيارة كانت تفتقر للحكمة والمصالح بعيدة المدى؛ إذ إنها تجاهلت أهل السُّنة في العراق بشكل كامل، واقتصرت على زيارة المسؤولين والشخصيات الشيعية والكردية.
وتناولت صحيفة "ستاره صبح" أيضًا الزيارة والمكاسب الاقتصادية، وأكدت أنه مادامت إيران تحت العقوبات الأميركية، فلن يكون العراق قادرًا على دفع مستحقات إيران من صادرات الكهرباء، دون إذن وموافقة أميركية.
وفي شأن متصل رأت صحيفة "آرمان ملي" أن الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أكثر أهمية من زيارة العراق؛ كون حكومة بزشكيان تدرك أن العقدة الأساسية في علاقات إيران الخارجية تكمن في الولايات المتحدة الأميركية.
كما رحبت الصحيفة باعتزام وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، مرافقة وفد بزشكيان إلى نيويورك، لافتة إلى خبرة ظريف ودرايته الكاملة بأجواء مثل هذه الاجتماعات واللقاءات، ورأت أن الزيارة فرصة جيدة أمام حكومة بزشكيان لتأكيد عزمها على الانفتاح وحل مشاكل إيران الخارجية عبر النافذة الأميركية.
وفي سياق آخر أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى الجدل حول إرسال إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، وموقف الدول الأوروبية المندد بهذا الإجراء الإيراني، وأكدت أن العلاقة بين طهران والعواصم الأوروبية دخلت في مرحلة جديدة من التعقيد والتأزم، لاسيما أن الدول الأوروبية تظهر حساسية بالغة بالنسبة للصراع في أوكرانيا.
وتطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى ملف آخر، وهو موضوع "الوفاق الوطني"، الذي قالت إنه أصبح "هشًا للغاية"، مشددة على ضرورة اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لتجاوز سياسة التنافس الحزبي والفئوي في الوقت الحالي، لافتة إلى أن الانتخابات الأخيرة شكلت منعطفًا ملحوظًا في العقلية السياسية لدى اللاعبين، سواء من كانوا داخل منظومة الحكم أو في هامشها أو من كانوا خارجها (المعارضين).
أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فذكّرت بأن حكومة بزشكيان بدأت تسلك طريقًا يتعارض مع فكرة الوفاق الوطني؛ إذ إنه تم تعيين أفراد لديهم مواقف سلبية من نظام الجمهورية الإسلامية، في حين كان من المفترض ألا يُعين هؤلاء الأفراد في المناصب الحساسة والمهمة، حسبما ذكرت الصحيفة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"هم ميهن": فساد حكومة "رئيسي" لا مثيل له منذ بداية الثورة
قالت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير لها، إن الفساد في حكومة "رئيسي" السابقة تخطى ما كان عليه الفساد في عهد حكومة الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، مؤكدة أن هناك الكثير من ملفات الفساد، التي لم يتم الكشف عنها.
وأوضحت الصحيفة أن الفساد في حكومة "رئيسي" كان كبيرًا للغاية، وعلى الرغم من مجيء تلك الحكومة بشعارات محاربة الفساد، فإن مرتبة إيران لا تزال أسوأ من 148 بلدًا في العالم في مؤشر الفساد وانتشاره بين المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الصحيفة أنه وقبل الانتخابات الرئاسية عام 2021 وعندما كان "رئيسي" رئيسًا للسلطة القضائية شنت السلطات آنذاك حملة بعنوان "محاربة الفساد والفاسدين"، لكن من الناحية العملية، وبعد وصول "رئيسي" إلى الرئاسة تم الكشف عن فساد وزيرين وسجنهما، فيما طاردت تهم الفساد مسؤولين آخرين في حكومته، وهي نسب عالية تجاوزت فساد حكومة أحمدي نجاد.
وختمت الصحيفة أن فساد حكومة "رئيسي" كان غير مسبوق ولا مثيل له، منذ بداية الثورة، على مستوى المسؤولين والوزراء، وكذلك على صعيد السرعة والانتشار.
"كيهان": بزشكيان يتجاهل الوفاق الوطني وعليه ألا يُعيّن معارضي النظام في المناصب الحساسة
خاطب مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، المعروف بقربه وولائه للمرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس مسعود بزشكيان، قائلاً: "هل تعيين الأفراد ذوي المواقف المعارضة للنظام في المناصب الحكومية الحساسة ينسجم مع فكرة الوفاق الوطني؟".
وأضاف الكاتب في مقاله بالصحيفة: "كان من المقرر ألا يهب رئيس الجمهورية المناصب الرئيسية والمحورية لأفراد لهم اتجاه ضد النظام والثورة، ومثل هؤلاء الأفراد لن ينفعوا الرئيس، بل سيكونون مقدمة لأضرار وخسائر لا تُعوض للنظام والحكومة والمصالح الوطنية".
كما جاء في مقال شريعتمداري: "تجربة السنوات الـ 45 الماضية كشفت أن بعض الشخصيات والمسؤولين المحسوبين على النظام يتم صيدهم من قِبل الأعداء والاستثمار فيهم ليقوموا بتنفيذ أجندة الأعداء وهم تحت عباءة النظام".
وشبّه شريعتمداري هؤلاء المسؤولين، بعد الإعلان عن توبتهم وتراجعهم عن مواقفهم السابقة، بمن كان يسرق أحذية المساجد ثم يتوب ويعود إلى الصلاة في المسجد، وأضاف في مقاله: "من كان يسرق أحذية المساجد ثم تاب فلا ينبغي منعه من الدخول إلى المسجد والصلاة فيه، لكن لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون هذا الشخص إمامًا للمصلين!".
"آرمان ملي": ملاحظات على زيارة بزشكيان إلى العراق
أشادت صحيفة "آرمان ملي" بزيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى العراق حيث زار عددًا من المدن مثل بغداد وأربيل والبصرة ونجف وكربلاء، وقالت إن هذا الشمول في المواقع التي زارها الرئيس كان غائبًا في زيارات الرؤساء الإيرانيين السابقين.
لكن الصحيفة أوضحت أنه كان الأجدر بـ "بزشكيان" والفريق التنسيقي إعداد زيارة إلى المدن السُّنية واللقاء بزعماء أهل السُّنة في العراق، على غرار لقائه زعماء الأكراد والشيعة في المدن الكردية والشيعية، معتقدة أن الزيارة لو شملت أهل السُّنة لكانت مكتملة الأركان، ولما شابها هذا العيب والنقص.
وذكرت الصحيفة أن بزشكيان كان بإمكانه، على الأقل، ترتيب لقاء ببعض الشخصيات السُّنية في بغداد، إذا كانت هناك تخوفات أمنية من زيارة المدن السُّنية لمنع الانتقادات وقطع كلام المشككين بجدية إيران في قضية الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب.
ونوهت الصحيفة إلى أن بزشكيان ارتكب الخطأ نفسه، الذي ارتكبه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته إلى العراق؛ حيث اكتفى بلقاء مسؤولين أكراد وشخصيات من أهل السُّنة، مع الفرق بأن أردوغان التقى أيضًا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وهو شخصية شيعية.