فرضت الحكومة الأسترالية عقوبات مالية وحظر سفر على خمسة من كبار المسؤولين الأمنيين في إيران، شاركوا في قمع المحتجين، وذلك في الذكرى الثانية لمقتل مهسا جينا أميني، أثناء احتجازها من قِبل شرطة الأخلاق.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، اليوم الاثنين، 16 سبتمبر (أيلول)، أن الأشخاص الذين شملتهم العقوبات هم من بين المسؤولين الإيرانيين الذين "شاركوا في القمع العنيف للاحتجاجات في إيران".
وأكدت وزارة الخارجية الأسترالية، في بيانها، بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة مهسا أن وضع حقوق الإنسان في إيران، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات، "خطير".
وأشار البيان إلى أن السلطات الإيرانية بدأت منذ فترة حملة ممنهجة لتنفيذ قوانين الحجاب الإجباري من خلال تكثيف المراقبة والمضايقات ضد النساء والفتيات.
وأضافت وزارة الخارجية الأسترالية أن نشطاء حقوق المرأة في إيران ما زالوا في السجن، وأن أحكام الإعدام لا تزال تصدر، في إشارة إلى جهود النظام الإيراني لتمرير قانون يُعرف باسم "قانون الحجاب والعفاف".
وكتبت الوزيرة وونغ أن العقوبات الجديدة هي علامة على "التزام الحكومة بمحاسبة إيران على انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من الأعمال التي تزعزع الاستقرار". وأضافت أن أستراليا "تقف إلى جانب النساء والفتيات الإيرانيات في نضالهن من أجل المساواة والتمكين".
وبإضافة العقوبات الجديدة، تكون أستراليا قد فرضت حتى الآن عقوبات على 195 فردًا وكيانًا إيرانيًا، معظمهم من قوات الأمن والحرس الثوري الإيراني.
وفي الوقت نفسه، اعتبرت المعارضة الأسترالية أن العقوبات التي فرضتها حكومة رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، غير كافية، وطالبت بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية، على غرار حليف أستراليا، كندا.
ووفقًا لوسائل الإعلام الأسترالية، قال سيمون بيرمنغهام، المتحدث باسم المعارضة، في ذكرى وفاة مهسا أميني إن النساء والفتيات الإيرانيات أظهرن شجاعة دائمة في نضالهن من أجل حقوقهن الإنسانية الأساسية خلال العامين الماضيين، ويجب أن تعكس إجراءات أستراليا هذه الشجاعة.
وأكد السناتور بيرمنغهام دعمه للإيرانيين المعارضين للنظام الإيراني، الذين يعيشون خارج إيران، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات أقوى من خلال دعم ثنائي الحزب (تحالف الحكومة والمعارضة). وأشار إلى أن مجلس الشيوخ الأسترالي أوصى، في تقريره البحثي، بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
يُذكر أن آلاف الإيرانيين المقيمين في أستراليا نظموا مظاهرات احتجاجية متواصلة في الأشهر الأولى من احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في مدن مختلفة من البلاد، وشرحوا أوضاع الشعب الإيراني، خاصة النساء والفتيات، لوسائل الإعلام الأسترالية.
وقد تم تسليط الضوء على حالات المضايقات والترهيب، التي تعرض لها هؤلاء المعارضون المقيمون في أستراليا من قِبَل عناصر مقربة من النظام الإيراني في وسائل الإعلام الأسترالية في وقت سابق.
ونظم عدد من الإيرانيين المقيمين في أستراليا مظاهرات احتجاجية في مدن مثل كانبرا، وسيدني، وأديلايد، في الذكرى الثانية لمقتل مهسا، يوم أمس الأحد، 15 سبتمبر.
وكانت مهسا جينا أميني، الشابة البالغة من العمر 22 عامًا من مدينة سقز، قد اعتُقلت يوم 13 سبتمبر 2022 في طهران، بسبب ما وصفته قوات شرطة الأخلاق بأنه "حجاب غير ملائم"، وتم إعلان وفاتها يوم 16 سبتمبر بعد نقلها إلى المستشفى.