صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لدى وصوله إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن إيران ستواصل معارضة "الأحادية"، التي تمارسها الولايات المتحدة والغرب، كما أدان بشدة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله.
وقال عراقجي، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): "لطالما كانت سياسة إيران هي مقاومة الأحادية، التي تمارسها الولايات المتحدة والغرب عمومًا، الذين يواصلون سياساتهم الاستعمارية بشكل جديد، وستظل هذه سياستنا في المستقبل".
وفي إدانة للهجمات ضد حزب الله، حليف إيران في لبنان، أوضح عراقجي أن الوفد الإيراني سيركز على حملة دبلوماسية ضد إسرائيل، وقال: "من الطبيعي أن يكون الموضوع الأكثر أهمية في اجتماعاتنا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك في جلسات حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي و"البريكس" وغيرها، هو الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني، والتي يجب على المجتمع الدولي مواجهتها".
وأضاف: "من الطبيعي أن تكون جرائم النظام الصهيوني، وخاصة تلك التي ارتُكبت في الأيام القليلة الماضية، الموضوع الرئيس لهذه المناقشات".
وبدا عراقجي، الذي كرر تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين، حذرًا في الرد بشأن هجمات إسرائيل الأخيرة، وقال: "فيما يتعلق بقضايا لبنان، من الطبيعي أن يتخذ حزب الله قراراته الخاصة ويرد بالشكل المناسب. أما القضايا الأخرى فسيتم التعامل معها حسب ما تقتضيه الظروف، ولن يمر اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران دون رد".
وكان عراقجي قد شغل دورًا رئيسًا في المحادثات النووية الإيرانية مع الغرب، وتم تعيينه وزيرًا للخارجية في أغسطس (آب) الماضي في حكومة الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، الذي تحدث خلال حملته الانتخابية، وعقب توليه منصبه، عن سياسة الانخراط مع الغرب، مما بعث آمالاً في أن طهران قد تتبنى سياسة خارجية أكثر برغماتية (قائمة على المصالح المتبادلة).
وقد امتنعت طهران، حتى الآن، عن إصدار أي تهديدات محددة ضد إسرائيل رغم الصدمة العنيفة للانفجارات، التي استهدفت آلاف أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وأدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات من مقاتليه وقادته بجروح خطيرة، كما أنه بعد مرور أكثر من 50 يومًا على اغتيال زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، لم تقم إيران بأي ضربة انتقامية عسكرية، مما قد يشير إلى تردد الحكومة في تصعيد الصراع.
وأعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال عرض عسكري، اليوم السبت، أن "قدرات إيران الدفاعية والردعية قد نمت إلى مستوى لا يجرؤ فيه أي عدو على التفكير في العدوان على البلاد".
وقد جاء هذا التصريح خلال مراسم الذكرى الرابعة والأربعين للحرب الإيرانية-العراقية الدموية والمدمرة، التي استمرت 8 سنوات بين البلدين.
ومع ذلك، فإن إشارته إلى قوة الردع الإيرانية تتناقض مع العديد من الحوادث، التي شهدتها إيران منذ منتصف عام 2020، بما في ذلك التفجيرات وأعمال التخريب، التي استهدفت برنامج إيران النووي والمنشآت العسكرية والاستراتيجية، والتي يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل كانت وراءها، وكان آخرها اغتيال هنية في طهران، وهو الذي كان ضيفًا رفيع المستوى على حكومة طهران، مما أثار جدلاً حتى في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية حول الثغرات الأمنية الكبيرة واتهامات مبطنة ضد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.