أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان أن إيران لا تخشى من الحرب، لكن "التحدي الحقيقي الذي يواجه البلاد، وقد يعوقنا ويشل حركتنا هو الأزمات الاقتصادية".
وأشار بزشکیان، اليوم الاثنين 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى جهود الحكومة لإرضاء المواطنين من خلال تحسين النظام الإداري، قائلًا: "نعمل على تحقيق رضا المواطنين عن النظام الإداري. في كل مرة نواجه عقبات، والسبب أننا نفتقر إلى الموارد المالية اللازمة لحل المشكلات".
وأضاف: "من قال إن علينا إعطاء وعود دون توفر الأموال الكافية لتحقيقها؟ يجب علينا قول الحقيقة للمجتمع".
جاءت تصريحات الرئيس الإيراني حول السعي لرضا المواطنين والنقص في الموارد، بينما أفادت وكالة أنباء العمل الإيرانية "إيلنا" في اليوم نفسه بأن مشروع "تنظيم موظفي الحكومة"، الذي يهدف إلى تقليل مخاوف الموظفين الحكوميين، بات "عقدة متشابكة" بسبب سوء الإدارة.
وبحسب الوكالة، فإن هذا المشروع، الذي يهدف إلى تحويل موظفي العقود المؤقتة إلى موظفين دائمين في المؤسسات الحكومية، لا يزال معلقًا على الرغم من إقراره في البرلمان وموافقة مجلس صيانة الدستور عليه بشكل مبدئي، وذلك بسبب رفض الهيئة العليا لمجمع تشخيص مصلحة النظام.
ووسط هذه العقبات، يتبادل البرلمان ومجمع تشخيص مصلحة النظام الاتهامات حول المسؤولية عن تأخير إقرار المشروع وتنفيذه، مما ترك الموظفين في حالة من القلق بشأن أمنهم الوظيفي ومستقبلهم المعيشي.
جدير بالذكر أن مسعود بزشکیان، وبعد أقل من أسبوعين من فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، صرح بأن تحقيق النمو الاقتصادي بنسبة 8%، كما ورد في برامج التنمية الإيرانية، "غير ممكن دون علاقات خارجية".
ورغم ذلك، واصل الرئيس الجديد دعم المجموعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة خلال الأسابيع والأشهر اللاحقة.
"تركمانستان ترفض توقيع عقد غاز معنا"
وخلال كلمته يوم الاثنين، أفاد بزشکیان بأن "ترکمانستان ترفض توقيع عقد غاز معنا"، مضيفًا أنه "كان في منظمة التخطيط والموازنة حيث أخبره الزملاء بذلك". ولم يقدم الرئيس الإيراني توضيحات إضافية حول هذا الموضوع أو أسبابه، واكتفى بالقول: "لا تضخموا هذا الخبر كثيرًا..."
قضية إعدام جمشيد شارمهد
في سياق آخر، تطرق مسعود بزشکیان إلى قضية إعدام جمشيد شارمهد، المواطن الإيراني-الألماني، دون أن يذكره بالاسم، حيث عبر عن دهشته من اعتراض الحكومة الألمانية، قائلًا: "يقولون لماذا لم تراعوا حقوق الإنسان وأعدمتموه؟"
واتهم ألمانيا، دون تقديم دليل، بقتل "الأطفال والنساء وقطع الطرق والمياه والطعام عن الناس"، متسائلًا: "هل أنتم بشر؟"
وقد أثار إعدام جمشيد شارمهد، الذي اتهمته السلطات الإيرانية بتدبير تفجير في شيراز، استنكارًا شديدًا من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي.
وعقب هذا الإعدام، غادر السفير الألماني إيران، وتزايدت احتمالات خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بل وطرحت مسألة إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وفي أعقاب هذا الحدث، مددت الحكومة الألمانية حظر السفر على مواطنيها إلى طهران، وطلبت من الألمان المقيمين في إيران مغادرتها، في ظل مخاوف من احتمال تعرضهم للاحتجاز كرهائن بعد إعدام شارمهد.