حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على معلومات، أفادت بأن آهو دريائي، المعروفة بـ "فتاة جامعة العلوم والبحوث" بطهران، لا تزال محتجزة في غرفة منفصلة داخل مركز لعلاج الأمراض النفسية، تحت إجراءات مشددة، ولا يُسمح للكادر الطبي والأطباء في هذا المركز بالوصول إليها.
وتُظهر تلك المعلومات أن ملف "آهو دريائي" تديره منظمة استخبارات الحرس الثوري في طهران، فيما تخضع عائلتها والعاملون في المركز لمراقبة مشددة من قِبل عناصر تابعة للنظام الإيراني.
والجدير بالذكر أنه في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، خلعت دريائي ملابسها في حرم جامعة العلوم والبحوث بطهران. وأشارت تقارير إلى أن عناصر الأمن في الجامعة حاولوا فرض الحجاب الإجباري عليها، مما أدى إلى مشادة تمزقت خلالها ملابسها، ونتيجة لذلك، أقدمت دريائي على خلع ما تبقى من ملابسها؛ احتجاجًا على ما حدث معها.
وأفادت التقارير بأن عناصر الأمن قاموا بالقبض عليها، مستخدمين العنف، وقاموا بضربها بشدة، قبل تسليمها إلى الشرطة، التي نقلتها لاحقًا إلى "مستشفى للأمراض النفسية".
وصرحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، بأن دريائي نُقلت مباشرة من مركز الشرطة إلى "مراكز علاجية"، نافيةً اعتقالها، أو أن لديها قضية قانونية.
وفي تلك الفترة، أشار عدد من الباحثين، من بينهم عالِم الاجتماع، حسين قاضيان، والباحثة في دراسات النوع الاجتماعي، زهرا باقري شاد، إلى أن الرواية الرسمية تسعى إلى تصوير "دريائي" على أنها "مريضة" أو "مختلة عقليًا"، لنزع الطابع الاحتجاجي عن تصرفها وتبرير قمعها.
وخلال الأسبوعين الماضيين، حصلت دريائي على دعم كبير محليًا ودوليًا. وانتقد نشطاء سياسيون ومدنيون ومنظمات حقوقية استخدام النظام الإيراني أسلوب "تجريد المعارضين من العقل" لقمع المحتجين، مشيرين إلى ما وصفوه بـ "الأسلوب المبتذل" في مواجهة قضية "فتاة جامعة العلوم والبحوث".
ومن جهتها، حذرت الكاتبة والباحثة الإسلامية، صديقه وسمقي، من أن العنف ضد النساء، بسبب مسألة الحجابـ، سيؤدي إلى كوارث مستمرة، معتبرة إرسال دريائي إلى مركز لعلاج الأمراض النفسية إجراءً "إجراميًا وغير إنساني".
وبدورها، وصفت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، هذا النهج بأنه تكتيك قديم تستخدمه السلطات لقمع المعارضين.
وقد انتقدت أربع جمعيات إيرانية في مجالي علم النفس والطب النفسي، العام الماضي، استغلال النظام الإيراني لـ "الطب النفسي" كأداة لقمع معارضي "الحجاب الإجباري".