أثار إرسال رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي لاريجاني، إلى لبنان وسوريا كمبعوث خاص للمرشد علي خامنئي، بعد سنوات من العزلة السياسية، تكهنات حول احتمال عودته إلى دائرة الضوء السياسي من جديد.
وخلال زيارته البارزة الأسبوع الماضي، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، حمل لاريجاني رسائل شخصية من خامنئي إلى الجماعات المسلحة الوكيلة لطهران، والمسؤولين اللبنانيين، والرئيس السوري بشار الأسد.
ورغم التغطية الواسعة للزيارتين في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، فإن التفاصيل المتعلقة بالرسائل والمحادثات بقيت شحيحة، وأشارت تقارير إلى أن لاريجاني نقل موافقة خامنئي على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بوساطة أميركية.
وكما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، فإن لاريجاني قدم رسالة دعم وطمأنة للرئيس السوري، في ظل تهديدات إسرائيلية باستهدافه. ويُعتقد أن الزيارة جاءت أيضًا للرد على مزاعم تراجع العلاقات بين طهران ودمشق، بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي تعليقات صحافية حول مهمة لاريجاني في دمشق، أشارت بعض المواقع أن البعض حاول تغيير مسار العلاقات الإيرانية- السورية، بزعم أن سوريا كانت متواطئة أو سمحت باستخدام مجالها الجوي. ولكن زيارة لاريجاني أظهرت أن العلاقات بين النظام الإيراني وإدارة الأسد ما زالت قوية كما كانت.
ويرى المحللون أن تكليف خامنئي للاريجاني "المعتدل المحافظ" بهذه المهمة يشير إلى استعداده لمنحه دورًا بارزًا في إدارة الشؤون الخارجية الإيرانية.
والجدير بالذكر أن لاريجاني شغل منصب أمين مجلس الأمن القومي بين عامي 2005 و2008، وقبل ذلك ترأس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بتزكية من خامنئي. وبعد اثني عشر عامًا في البرلمان، اختار عدم الترشح مجددًا عام 2020، وركز على السعي لرئاسة الجمهورية، إلا أن مجلس صيانة الدستور منعه مرتين من الترشح، ما اعتُبر حينها بمثابة "وفاة سياسية".
ومع ذلك، عيّنه خامنئي عضوًا في "مجلس تشخيص مصلحة النظام" ومستشارًا له، وهي مناصب وُصفت بأنها رمزية وضعيفة التأثير.
ووفقًا لبعض المصادر، فإن تكليف خامنئي للاريجاني يحمل دلالة على أن قرارات مجلس صيانة الدستور ليست بالضرورة انعكاسًا لرغبات المرشد الإيراني، ما يعيد لاريجاني إلى دائرة الضوء السياسي.
وفي تعليق آخر لموقع "خبر أونلاين" بعنوان: "أحلام المتشددين بإقصاء لاريجاني لم تتحقق"، أشار إلى أن تعيين لاريجاني الخاص أثار قلقًا بين المتشددين الذين يخشون احتمال تعيينه أمينًا لمجلس الأمن القومي الإيراني.
ويشغل هذا المنصب حاليًا المتشدد سعيد جليلي، الذي يبدو أنه فقد حظوته لدى خامنئي، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الماضية أمام مسعود بزشكيان.