شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على ضرورة تطوير البنية التحتية التعليمية في إيران، داعيًا الشعب إلى أخذ زمام المبادرة لحل أزمة تراجع البنية التحتية التعليمية.
تأتي دعوته هذه في وقت كرر فيه الرئيس التأكيد على استمرار الدعم المالي والعسكري لوكلاء طهران الإقليميين.
وخلال اليوم الثاني من زيارته إلى محافظة خراسان الشمالية (أمس الخميس) أكد بزشكيان أن على المحافظين وجميع المسؤولين التنفيذيين، بالتعاون مع باقي القطاعات، وضع خطة لتنفيذ مشروع "التنمية الوطنية للعدالة في البنية التحتية التعليمية" خلال الفترة الزمنية المحددة.
وقال: "لن أقبل في العام المقبل أن يقال إننا ما زلنا نواجه نقصًا في البنية التحتية التعليمية، ويجب حل هذه المشكلة بشكل كامل خلال هذا العام".
وكان حميد رضا خان محمدي، رئيس منظمة إعادة بناء وتطوير وتجهيز المدارس، قد حذر سابقًا خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من نقص حاد بالمدارس في سبع محافظات، هي: طهران، قم، سيستان-بلوشستان، خوزستان، خراسان رضوي، ألبرز، وأذربيجان الغربية.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، هناك نحو 70 ألف فصل دراسي بحاجة إلى تعزيز السلامة، و30 ألف فصل آخر بحاجة إلى الهدم وإعادة البناء.
ويتم تمويل عمليات تحسين البنية التحتية التعليمية وبناء مدارس جديدة في إيران عادة بمشاركة المتبرعين لبناء المدارس.
وأكد بزشكيان في تصريحاته على أهمية "المشاركة الشعبية والمسؤولية الاجتماعية للشركات" لحل أزمة البنية التحتية التعليمية، قائلاً: "يجب أن تشارك الصناعات الكبرى مثل شركات البتروكيماويات والمناجم والمصانع في بناء المدارس وتطوير البنية التحتية التعليمية".
تأتي دعوة بزشكيان للشعب للمشاركة في بناء المدارس في وقت تبلغ فيه مساهمة الحكومة الإيرانية في بناء وتجهيز المدارس أقل من 50 في المائة.
وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن صفر علي يازرلو، نائب رئيس منظمة إعادة بناء المدارس، أن 57 في المائة من المدارس في البلاد يتم بناؤها بمساعدة الأفراد والمؤسسات.
وبالتالي، فإن مساهمة الحكومة الإيرانية في تمويل بناء المدارس لا تتجاوز 43 في المائة.
وعلى الرغم من معاناة الشعب الإيراني من أزمات اقتصادية حادة، وعجز الحكومة الإيرانية عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، بما في ذلك توفير البنية التحتية التعليمية، فإن النظام الإيراني يواصل دعمه المالي والعسكري لوكلائه في المنطقة.
وكان نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، قد أعلن في 6 ديسمبر (كانون الأول) أن إيران تخصص مبلغًا يتراوح بين 12 و14 ألف دولار لكل أسرة لبنانية.
كما أفاد مسؤولون إيرانيون بأن طهران أنفقت حوالي 30 مليار دولار للحفاظ على نظام بشار الأسد خلال النزاع السوري.
كما دعا بزشكيان في تصريحاته إلى تحول جوهري في نظام التعليم بإيران، قائلاً: "علينا أن نعلّم الطلاب ونمنحهم المهارات اللازمة ليصبحوا قادرين على العمل والاعتماد على أنفسهم بعد 12 عامًا من التعليم، ولإظهار إبداعاتهم".
وأضاف: "أعدكم بأنني لن أكتفي بالإشراف فقط، بل سأكون في الميدان بنفسي".
تأتي هذه التصريحات في وقت يعتبر فيه المراقبون أن اختيار علي رضا كاظمي وزيرًا للتعليم في حكومة بزشكيان يمثل إشارة إلى استمرار تعزيز الأيديولوجيات الحكومية داخل المدارس.
كما أن التغييرات المستمرة في محتوى وشكل التعليم في إيران، والتي غالبًا ما تكون بدوافع أيديولوجية، تعرضت لانتقادات متكررة من قبل الخبراء.