وزير الخارجية الإيراني: نؤيد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل بشؤونها الداخلية

Monday, 12/30/2024

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني بدر البوسعيدي في طهران اليوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول)، إن طهران تؤكد على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا".

وأضاف عراقجي "نحن جميعاً نريد السلام في سوريا، ونحن وعمان نؤكد على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، واحترام جميع الطوائف والأعراق، والالتزام بحقوقهم، وأهمية تشكيل حكومة سورية شاملة".

وتأتي تصريحات عراقجي الجديدة في وقت كان قد صرح فيه الأربعاء في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بأن الحكم على الوضع في سوريا "مبكر جداً بالنسبة لنا ولمن يعتقدون أن هناك انتصارات قد تحققت هناك"، وأضاف: "التطورات في المستقبل ستكون كثيرة".

من جهته، كتب محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام حالياً، في وقت سابق من يوم الأربعاء على منصة "إكس" أن شباب سوريا في أقل من عام "سيعيدون إحياء المقاومة في هذا البلد بشكل آخر".

وفي الأدبيات الرسمية للنظام الإيراني، يتم الإشارة إلى الجماعات الوكيلة أو الميليشيات المتحالفة مع إيران في المنطقة تحت مسمى "المقاومة".

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال في آخر خطاب له الأسبوع الماضي، إنه ينكر أساساً وجود قوات وكيلة لإيران في سوريا أو المنطقة، مدعياً "عدم الحاجة" إليها. وفي الوقت نفسه، عبر عن ثقته في "ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا".

ويبدو أن تصريحات خامنئي هذه تُفسر على أنها إشارة إلى إصداره أوامر للمؤسسات الإيرانية بإحداث فوضى بسوريا في مواجهة النظام الجديد بدمشق.

تصريحات عباس عراقجي التي تتناقض مع هذا التوجه جاءت بعد أن طلب أحمد الشرع، الذي يقود فعلياً الحكومة السورية الجديدة، في مقابلة حديثة، من إيران عدم التدخل في شؤون سوريا.

وقال الشرع إن سوريا ستعزز علاقاتها مع جميع الدول بما في ذلك السعودية وحتى روسيا، وأن على طهران أن تعيد حساباتها مع دمشق ودول المنطقة.

وفي إشارة إلى تصريحات المسؤولين في إيران حول تطورات سوريا، قال أحمد الشرع: "كنا نتوقع سماع تصريحات إيجابية من إيران"، وأضاف: "جزء كبير من الشعب السوري يطالب بدور إيجابي لإيران في المنطقة".

وأحمد الشرع، الذي كان يقود مجموعة "هيئة تحرير الشام" الإسلامية المسلحة في محافظة إدلب لمدة 8 سنوات تحت اسمه الحربي "أبو محمد الجولاني"، يُعتبر منذ 8 ديسمبر (كانون الأول) زعيم سوريا الفعلي، وذلك بعد دخول قواته إلى دمشق وفرار بشار الأسد إلى روسيا.

وعلى مدار الـ13 عامًا الماضية، أرسلت طهران العديد من القوات من إيران وحزب الله اللبناني وميليشيات "فاطميون" و"زينيون" لدعم بشار الأسد في مواجهة المعارضة.

وتتهم المعارضة السورية طهران بمساعدة النظام على قمع الاحتجاجات وقتل المدنيين.
كما قال أحمد الشرع إن تحركات النظام الإيراني في سوريا هي نوع من "الانتقام التاريخي"، لكنه أضاف أن هذا المنطق "غير مقبول" بالنسبة للشعب السوري.

ورفضت جامعة الدول العربية في 26 ديسمبر (كانون الأول) تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة بشأن سوريا، وقالت إن هذه التصريحات تهدف إلى "تأجيج النزاع والفتنة" في البلاد.

موضوع تبادل الرسائل مع أميركا

في ذات السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره العماني أن سلطنة عمان كانت دائمًا تلعب دورًا محددًا في تسهيل العلاقات بين إيران وبعض الدول، بما في ذلك في المفاوضات النووية.

وأشار إلى أن عمان لعبت دورًا في اتفاق "البرنامج النووي" الإيراني (الاتفاق النووي)، وأكد أنه لم يتم تبادل أي رسائل خاصة من دولة ثالثة مثل الولايات المتحدة خلال هذه الزيارة.

وأضاف أن "تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة سيستمر في الوقت المناسب عبر السفارة السويسرية في طهران، وأن عمان ستشارك في هذا العملية عند الضرورة".

وفي ظل اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تعززت الاحتمالات بإحياء سياسة "الضغط الأقصى" التي كان قد اتبعها ضد إيران.

كما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرًا بأن ترامب وفريقه الانتقالي يدرسون خيارات لمنع إيران من امتلاك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية، بما في ذلك الهجمات الجوية الاستباقية.

مزيد من الأخبار