صحيفة بريطانية: مسؤولون إيرانيون قاموا برحلات سرية إلى روسيا لتعزيز قدرات النظام العسكرية

ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مسؤولين في إيران، بما في ذلك علي لاريجاني مستشار المرشد علي خامنئي، قاموا مؤخرًا بعدة رحلات سرية إلى روسيا بهدف تعزيز القدرات العسكرية والدفاعية للنظام الإيراني، بما في ذلك في المجال النووي.

ووفقًا للتقرير، قام لاريجاني خلال الأشهر الأخيرة بعدة رحلات سرية إلى روسيا، وأجرى محادثات خلف الكواليس مع مسؤولين روس رفيعي المستوى للحصول على مساعدة موسكو في البرنامج النووي وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

وكتبت الصحيفة: "إنه ممثل خامنئي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة جدًا مع النظام ويشتهر بتقدمه في الأمور وإنجازها... رحلاته السرية إلى موسكو تعكس تعميق العلاقات بين إيران وروسيا، وزيادة النفوذ المتبادل بينهما".

وتأتي هذه الجهود الإيرانية لتعزيز العلاقات مع موسكو في وقت يواجه فيه النظام الإيراني مرحلة حرجة بعد أن ضعف موقعه في الشرق الأوسط، ويعاني من مشكلات اقتصادية متزايدة بسبب عقوبات الغرب.

وأضافت "التايمز" أنه على الرغم من أن إيران تجري حاليًا مفاوضات مع الدول الأوروبية في جنيف، فإن "الكشف عن اللقاءات السرية مع روسيا قد يثير مخاوف بشأن نوايا طهران".

ووفقًا للتقرير ونقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، تسعى إيران للحصول على المزيد من المساعدة من روسيا في المجالات النووية والتخصصات ذات الصلة. هذا التعاون له عقود من الزمن وشمل توريد الوقود النووي لمفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف بقدرة 1000 ميغاواط.

مخاوف من مساعدة روسيا للبرنامج النووي العسكري الإيراني

وقال مصدر استخباراتي غربي لـ"التايمز": "نظرًا لأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تتعمق، وأصبحت روسيا تعتمد على إيران لتوريد الصواريخ والطائرات المسيرة، فإن هناك مخاوف من أن تكون موسكو مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء السابقة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".

ووفقًا لقول الدكتور ويليام ألبرايت، المدير السابق لمنع انتشار الأسلحة النووية في الناتو، كانت روسيا سابقًا جزءًا من الإجماع العالمي الذي لا يريد أن تصبح إيران قوة نووية.

لكنه أشار إلى أن هذه السياسة قد تتغير الآن: "قد تكون روسيا، عندما بدأت طهران بإرسال آلاف الطائرات المسيرة للاستخدام في أوكرانيا، قد خلصت إلى أن انتشار الأسلحة النووية لم يعد مشكلة كبيرة. وفي حين أن إيران يمكنها صنع قنبلة بنفسها، فإنها بالتأكيد ستستفيد من التعاون السري مع روسيا".

وأضاف ألبرايت أنه حتى لو كانت زيارات المسؤولين والخبراء الإيرانيين إلى روسيا قصيرة، فإنهم يمكنهم تعلم الكثير من خلال التواجد في المنشآت الروسية.

وقال هذا المسؤول السابق في الناتو لـ"التايمز": "يمكنهم إرسال عدد قليل من العلماء الإيرانيين إلى منشآت إنتاج الأسلحة النووية الروسية، مثل "أرجاماس" و"بينزا"، وسيتعلمون الكثير في غضون 24 ساعة. عطلة نهاية أسبوع مكثفة يمكن أن تمنح الإيرانيين الكثير من الأفكار".

وذكرت "التايمز" أن الخبراء يعتقدون مع ذلك أن صنع سلاح كامل وتركيبه على صاروخ مناسب للنشر (مثل صاروخ باليستي) سيستغرق وقتًا أطول. وتتراوح التقديرات بين بضعة أشهر وحوالي عام.

وأضاف ألبرايت أن إيران "قد تتعلم كيفية صنع قنبلة أصغر وأكثر تعقيدًا، ربما سلاح بقوة ميغاطن واحد، أو سلاح نووي يمكن وضعه في قذيفة مدفعية".

جهود لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية

ووفقًا لمصادر استخباراتية غربية، تسعى إيران أيضًا للحصول على أحدث نسخة من طائرة "سوخوي 35" المقاتلة لتعزيز القدرات القتالية لسلاح الجو الإيراني. وتشير التقارير إلى أن هذه الطائرات ربما تكون قد اُشتريت مسبقًا.

وذكر التقرير أن طهران تريد أيضًا إعادة تركيب أنظمة الدفاع الجوي التي دُمرت خلال الجولة الأخيرة من الهجمات والردود الإسرائيلية العام الماضي.

كانت أنظمة صواريخ الدفاع الجوي "إس-300" الإيرانية، التي قيل إنها دُمرت في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، قد اُشتريت من روسيا.

ووفقًا لـ"التايمز"، رحبت موسكو بزيارة لاريجاني، الذي كان سابقًا من قادة الحرس الثوري، للتفاوض حول تسليم الطائرات المسيرة والصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا؛ وهي صفقة تسلح تنفيها طهران باستمرار على الرغم من الأدلة الواسعة على استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الحرب الأوكرانية.

كما طلبت إيران مساعدة لوجستية من روسيا للاستفادة من النفوذ الروسي الكبير في المنطقة، وإعادة تسليح قوات حزب الله الشيعية التي أُضعفت بشدة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

وفي وقت سابق، قال ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، في 10 يناير (كانون الثاني) إن الإخفاقات الإقليمية الأخيرة للنظام الإيراني وضعت طهران في موقف ضعف، وقد تدفعها هذه الظروف نحو المشاركة في مفاوضات نووية "جادة".