غروسي يصف الاتفاق النووي بـ"الخطة الفارغة".. وطهران تعتبر تصريحاته "غير مهنية"

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن الاتفاق النووي مع إيران (JCPOA) أصبح "خطة فارغة" ويجب استبداله باتفاق جديد، فيما اعتبرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تصريحات غروسي "غير مهنية".

وأضاف غروسي، في مؤتمر صحافي بطوكيو: "الاتفاق النووي هو مجرد قشرة فارغة. لا أعتقد أن هناك من يعتقد أن الاتفاق يمكنه أن يلعب دورًا حاليًا. لقد تم تنفيذه لفترة، ولكن الآن، بغض النظر عن الآراء الإيجابية أو السلبية حوله، فقد أصبح قديمًا من الناحية التكنولوجية".

ووفقًا لوكالة "تاس"، أكد غروسي أن النص السابق للاتفاق يحتوي على معلومات قديمة، مثل نوع أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها إيران.

وأشار إلى أن الاتفاق على أن "فلسفة الاتفاق النووي" التي تقوم على فرض قيود على الأنشطة الإيرانية مقابل مكافآت يمكن أن تستمر.

رد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية

واعتبرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في بيان لها، تصريحات غروسي بأنها "غير مهنية".

وقال البيان: "غروسي في تصريحاته يطلب من إيران أن تثبت أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

كل عقل سليم يعلم أن أبسط مبدأ قانوني هو مبدأ البراءة، أي البينة على المدعي".

واتهم البيان الولايات المتحدة وأوروبا بـ"استغلال" الوكالة للضغط على إيران، مؤكدا أن "غروسي يعلم أكثر من أي شخص آخر أن ربع جميع عمليات التفتيش التابعة للوكالة كانت موجهة نحو المنشآت النووية الإيرانية، التي تمثل أقل من 3٪ من المنشآت النووية في العالم".

فيما كتب كاظم غريب ‌آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية، في تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي أن تصريحات غروسي "ذات طابع سياسي".

وأشار إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم من قبل إيران لا علاقة له بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا فإن تصريحات غروسي "غير قانونية وغير فنية تمامًا".

غريب ‌آبادي طلب من غروسي أن يُخبر الأطراف الأخرى إذا كان "يريد" المزيد من التعاون من طهران؛ أن يطالبهم برفع العقوبات عن إيران.

كما اتهم غريب ‌آبادي الوكالة وغروسي مرة أخرى بالقيام بأعمال "غير مهنية وسياسية".

الصفقة النووية: من التوقيع إلى الفشل في إحيائها

وتم التوصل إلى الاتفاق النووي الشامل (JCPOA) في عام 2015 خلال فترة رئاسة حسن روحاني في إيران وباراك أوباما في الولايات المتحدة. كان الاتفاق مؤقتًا، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في 2015، ومن المفترض أن ينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

واستفادت إيران من مزايا الاتفاق لمدة قصيرة، حيث انسحب دونالد ترامب من الاتفاق بشكل أحادي في مايو (أيار) 2018 خلال فترة رئاسته.

ورغم الجهود، بما في ذلك وعود من روسيا والصين وأوروبا وحتى إنشاء قناة مالية (إنستكس)، فإن الاتفاق أصبح في حالة موت سريري بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أنه في فترة حكم جو بايدن، كان هناك أمل في إحياء الاتفاق، إلا أن حكومة حسن روحاني لم تتمكن من استعادة الاتفاق النووي. حتى الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي كان في البداية منتقدًا للاتفاق، سعى بشكل غير مباشر إلى إعادة إحيائه، لكن محاولاته باءت بالفشل.

وحكومة مسعود بزشكیان، التي تشكلت بعد وفاة إبراهيم رئيسي، كانت تهدف إلى إحياء الاتفاق من خلال جذب الدبلوماسيين الذين كانوا جزءًا من التفاوض بشأن الاتفاق النووي، مثل محمد جواد ظريف وعباس عراقجي، لكن بعد فوز ترامب للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية، كانت أولى خطواته إصدار مرسوم لاستئناف الضغط الأقصى على إيران.

وانتقد ترامب عدة مرات الاتفاق النووي، واعتبره "أسوأ اتفاق في التاريخ"، مطالبًا باتفاق "أفضل" يشمل فقط الأنشطة النووية لإيران، لكنه يتطرق أيضًا إلى برامج طهران الصاروخية والعسكرية، وكذلك السياسات الإقليمية والجماعات التابعة لها.