قال خطيب جمعة زاهدان بمحافظة بلوشستان الإيرانية، مولوي عبدالحميد، إن الإعدامات السياسية، التي ينفذها النظام، لم تستطع إثناء الناس عن مطالبهم المشروعة، معربّا في الوقت نفسه عن قلقه من الزيادة المطردة في عدد الإعدامات بالبلاد.
ودعا عبدالحميد، في خطبة صلاة الجمعة، اليوم 23 فبراير (شباط)، إلى وقف الإعدامات السياسية والإعدامات في قضايا المخدرات، وقال إن هذه الزيادة في عدد الإعدامات أثرت سلبًا على الإيرانيين في الداخل، كما أنها قد صدمت جميع دول العالم.
وأضاف، أن التهم التي يطلقها النظام على المعارضين والنشطاء السياسيين، كتهمة "الحرابة" و"الإفساد في الأرض" لم تحدث في عهد الرسول، كما يجري اليوم في إيران، مؤكدًا أن حالات الإعدام كانت في صدر الإسلام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهي قضايا محصورة في موضوع القصاص.
وقال خطيب أهل السُّنة في إيران: النبي محمد لم يعدم الأشخاص الذين قدموا معلومات للأعداء؛ حيث قال: إذا فعلت ذلك سيقولون إنه يقتل قومه وليس وفيًا لهم.
وأوضح، أن هذه الإعدامات المتزايدة لم تستطع إثناء الناس عن مطالبهم؛ لأنها مطالب مشروعة، ولم تتحقق بعد.
كما وصف عبدالحميد انتزاع الاعترافات الإجبارية تحت التعذيب، بأنه معارض للشرع والدستور، واعتبر إعدام هؤلاء المتظاهرين بعد هذه الاعترافات الإجبارية قتلًا سياسيًا، وقال: "إن الإعدامات ستكون لها تبعات على البلد والمسؤولين".
وانتقد المضايقات التي يتعرض لها عرب الأهواز جنوب غربي إيران بسبب معتقداتهم الدينية، وقال: "المواطنون في الأهواز يشتكون من اعتقال العرب بسبب معتقداتهم الدينية".
واستمر عبدالحميد في انتقاد الإعدامات طيلة السنة ونصف السنة الماضية، بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران على خلفية المظاهرات العارمة التي شهدتها البلاد بعد احداث مقتل مهسا أميني في مركز لشرطة الأخلاق.
وقال عبدالحميد، في أبريل من العام الماضي، إن السلطات تعدم المتظاهرين الذين يشكلون الأكثرية في إيران، وأنهم الأصحاب الحقيقيون لهذا البلد، حسب تعبيره، واصفًا التيار الحاكم في إيران بأنه تيار "الأقلية".
وفي الأيام الأخيرة أطلقت غزالة شارمهد، ابنة السياسي مزودج الجنسية جمشيد شارمهد، والمسجون في إيران، حملة ضد الإعدامات في البلاد، وهي حملة شارك فيها الكثير من النشطاء وأهالي الضحايا تحت هاشتاغ CutTheRope؛ أي "أقطع الحبل"، في إشارة إلى حبل المشنقة.
وقالت شارمهد: إن النظام الإيراني يستغل انشغال العالم بالحروب في الشرق الأوسط لتنفيذ المزيد من الإعدامات والإبادة الجماعية ضد الشعب الإيراني، حسب وصفها.
وبحسب الإحصائيات السنوية لموقع "هرانا"، فقد تم إعدام ما لا يقل عن 791 مواطنًا، بينهم 25 امرأة وطفلان في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 33% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عليه.
وحذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره الذي قدمه إلى الجمعية العامة لهذه المنظمة في نوفمبر (تشرين الثاني) حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، من سرعة ونمو معدل تنفيذ أحكام الإعدام.